كتب جمال فيَاضاخبار الفن

قراءة في أغنية “بيتكلّم عليّا” لجورج وسوف … سيف سلطنة الوسّوف طويل!

توليفة رائعة، سقط فيها حق سامي الصيداوي

كتب جمال فياض

بحبّ كبير تلقينا نحن جمهور السلطان جورج وسّوف أغنيته الجديدة “بيتكلّم عليّا”، التي كتبها الشاعر المصري الجميل أمير طعيمه، ولحنها الشاطر جداً والأستاذ في مجاله زياد برجي. ووزّع موسيقاها الفنان زاهر ديب. وأخرج الفيديو كليب الموهوب الجديد إيلي السمعان. ومن إنتاج شركة “وتري” التي ربما هي آخر الشركات التي تتجرّأ على الإنتاج في عالم الموسيقى التي نهبتها الشبكة العنكبوتية، ولم تترك لصاحب الحق أي حق.
في الأغنية، يقدّم جورج وسّوف أداءً جميلاً جداً، وهو يبدو بصحة جيدة بعد أزمات صحية متتالية، وصل فيها الى مكان كدنا نعتقد أنه اقترب من الإعتزال. الى أن عادت إليه صحته بقدرة إلهية، وبمواظبة دقيقة، وبدأنا نراه يستعيد السلطنة، وها هي أغنيته الجديدة تُظهر أن “أبو وديع” حبيبنا وغالينا عاد إلينا، وبحمد الله دائماً، عدنا لنسمعه ونسلطن معه.
بدا واضحاً أن جورج وسوف يستمتع كثيراً بالغناء في أغنيته الجديدة، فالإحساس بأعلى مستواه، ولم يكن مجرّد غناء وطرب وسلطنة، بل مشاعر عالية، وحب كبير. جورج وسّوف في “بيتكلّم عليّا” كان يتحدّى نفسه، ويؤكّد لنا أنه عاد وبقوّة. هذه هي أغنية العودة، بل التحدّي للذات أولاً وأخيراً.
زياد برجي، وضع توليفة فسيفسائية جميلة جداً، عندما دخل ضمن النص بمقطع صغير، بل بجملة من أغنية “ولاد الحلال” التي كتبها سيّد مرسي ولحنها بليغ حمدي لوردة الجزائرية (دي العشرة غالية لو في ناس يؤتمنو..). ثم عاد وأخذ مطلع أغنية “أي دمعة حزن لا، أي جرح ف قلبي لا .. ” التي كتبها محمد حمزه ولحنها بليغ حمدي لعبد الحليم حافظ. وهذه الأغنية بالذات كان جورج وسوف أطلقها بصوته وأحياها وبعثها من جديد ، قبل أن ينهكه المرض لسنوات، وها هو يعود إليها ليستعيد موقعه ومكانه الصحيح، والذي لا يليق لغيره. وهذه الحركة، هي الذكاء الفني بعينه الذي أكّد زياد برجي أنه له، وملعبه.
في مازورة موسيقية من هنا وجملتين من هناك ، توليفة زياد برجي كانت بمنتهى الحرفية. لكن فاته أن جملة لحنية في مكان ما، كانت للملحن سامي الصيداوي ووجب حفظ حصته في مازورتين إستعملهما زياد، وتجاهل صاحبها. فقد إستعار زياد مازورة إضافية من أغنية “تنقّل يا غزالي” التي كتبها ولحنها سامي الصيداوي لسميرة توفيق (تنقّل على دقه دقه، أسمر يا سمر المنقّى، بهاللطافه والرقّه،

(ما هو كل يا قلبي ما نتألّم ، بالوقت أنا وأنت هنتعلّم …) فلماذا لم يذكره كما ذكر بليغ وسيد مرسي ومحمد حمزه؟
بالخلاصة، هذه الأغنية نقلة نوعية في مشوار جورج وسّوف الغنائي الجديد. هي عودة حقيقة وكبيرة ليستعيد جورج وسوف مكانه الحقيقي والصحيح في عالم الغناء. وبدا جيداً أنه يهتم بصحته ويأخذ الأمور بجدّية أكثر. وبدا أيضاً أنه دخل في مرحلة الحكمة، ولم يعد في حياته الفوضى التي كان يمارسها بشخصيته الخاصة.
فلننتقل الى الفيديو كليب. لأن الكليب، الذي يمكن أن نعتبره فيلماً سينمائياً قصيراً، يستحق أن نتحدّث عنه طويلاً. أولاً هناك تمثيل حقيق وجميل وملفت في هذا الفيلم يستحق الإنتباه والتقدير. ومعزّة جورج على قلوب كل النجوم، ستجعلهم كلهم يسعون للوقوف إلى جانبه، دعماً وإعجاباً وطمعاً بوهج حضوره الذي يعتبره الجميع، قيمة فنّية مضافة. صحيح أن سيناريو وأحداث الحكاية لا يطابق الكلام ومضمونه، لكنه فيلم جميل، من بطولة نجوم لا يستهان بقدراتهم الفنية العالية. وهل يمكن إلا أن نتأثّر بنظرة عابد فهد، وعينيه وجبروت نظرته؟ وهل يمكن ألا نرى عبد المنعم عمايري وهو الممثل المبهر دائماً. وزينة مكي الجميلة الأداء التي فرضت نفسها منذ دخلت عالم التمثيل وما زالت تبهر وتعجب؟
الأجمل من كل هذا، أن جورج وسوف صار ممثلاً رائعاً وأنتقلت إليه القدرة بالعدوى، وشاهدناه ممثلاً بنظرة وحركة، حتى كدنا نحسبه ممثلاً محترفاً، بل نحن اكتشفنا فيه الممثل وما كنّا نعتقد أنه موجود أصلاً.
هذه أغنية الموسم، وكليب الموسم، وجورج وسوف اليوم، هو سلطان الموسم. وأجمل ما فيه، أنه ما زال يفرض الأغنية الطربية في زمن الشعبي البسيط، وكأنه يعيد الموضة، بعدما زالت، ويفرضها بعدما صارت مجهولة. ويستعيد جمهوراً شبابياً لم يكن مولوداً عندما أتى جورج الى عالم الغناء، وها هو اليوم ينضم إليه في لونه وسلطنته.
كل هذا المكتوب هنا، لم يستطيع أن يعبّر تماماً عن كل إعجابي ومحبتي وإنبهاري بجورج وسوّف وعودته القوية هذه الى عرينه وسلطنته …
آه يا سلطان الطرب، ما أروعك، وأهلاً ومرحباً بك … بيتك ومطرحك، وسيف سلطنتك طويل!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى