كتب جمال فيَاض

كتب جمال فيّاض آبو وفادي حداد … حكاية الجمال الذي لا يضاهيه جمال

كتب جمال فيّاض

حمل المخرج اللبناني فادي حداد فريقه المؤلّف من مائة وخمسين شخصاً بين تقني ومصور وعمال، الى مدينة صور جنوب لبنان. هناك فـَرَدَ معداته الثمينة، على مسافة أمتار من الحدود مع فلسطين المحتلة. أدار المخرج الفنان كاميراته ليصوّر “فيديو كليب” للفنان المصري آبو. على وقع أغنية مليئة بالموسيقى الجميلة، وعلى إيقاعات كلها حياة وفرح وجمال، تنقّلت كاميرا فادي حداد، وأخذت أجمل مشهد يمكن أن يراه إنسان. صورة بحر صور والناقورة والبيّاضة، والبحر الأزرق الجميل. البحر المضيء بنقاء بساط عملاق من التركواز. لم يترك فادي حداد حبّة رمل جميلة، إلا ورحّب بها أمام كاميرته. لم يهمل نوتة أو ضربة إيقاع إلا ورافقها وأرفقها بضوء ونور من شمس وبحر صور. ثم جاء بممثل قدير وكبير، له تاريخ مع الدراما والسينما، وأضافه بعبقريته المشهورة، وبنظرته الهائلة التأثير الى مشاهد الكليب، إنه رفيق علي أحمد. لم تكن هذه الأغنية مجرّد أغنية لمطرب وفنان. هي أغنية التحدّي الكبير للمطرب المصري. فالمعروف أن آبو، هو صاحب أغنية “تلات دقات”، التي حققت له شهرته ونجاحه الكبيرين. وهو بعدها، وضع نفسه، أو وضعه الجمهور أمام التحدّي الكبير والمعروف، ماذا ستقدّم بعد هذا النجاح الذي اكتسح الجمهور العربي من المحيط الى الخليج؟ الأغنية التي ذهبت الى جميع أنحاء العالم، وترجمتها الأصوات الى لغات ولغات. وإذا كان آبو وجد نفسه أمام التحدي الصعب، فأظن أن فادي حداد أيضاً وجد نفسه أمام التحدّي الأصعب. لقد استهلك المخرجون كل أماكن التصوير في لبنان، من شرقه الى غربه، ومن شماله الى جنوبه! ماذا؟ جنوبه؟ كلا … ما زال في جعبة فادي حداد، نقطة وبنك تصوير لم يسبقه إليه أحد. إنها المنطقة الأجمل والاصعب. منطقة ساحل صور وجنوب صور، والناقورة. هناك، إنفرد فادي بصورته، وأنتج هذا الجمال، وهذه الصورة وهذه اللقطات. بل انفرد بعيني رفيق علي أحمد، وجمال فاليري أبو شقرا ملكة جمال لبنان، وحفيدة أليسار ملكة صور، وصوّرها كما لم يصورها أحد من قبله. وكان كليب أغنية “عيش يا قلبي”، الكامل المواصفات. بالأغنية، بالموسيقى، بالكلمات، بالمشاركين من الممثلين، الجميلة الرشيقة الملفتة فايري أبو شقرا، بالعبقري الهوليوودي رفيق علي أحمد، بالبحر، بالمياه بالألوان … وبذوق المخرج.
برافو فادي حداد، على كل شيء، أظنك قدمت صورة تغني عن كل مشاريع وزارة السياحة ومصاريفها للترويج لجمال لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى