ماهر جاه يحقق حلم “أطباء المستقبل” في جامعة بيروت العربية!
بقلم: جمال فياض
عندما قرّر طلاب كلية طب الأسنان في جامعة بيروت العربية الاحتفال بتخرّجهم، طلبوا مني أن أساعدهم في توجيه الدعوة لفنان شهير ليكون ضيف شرف السهرة… وطبعًا، كون ابنتي من بين الطلاب الخريجين، كان الطلب بالنسبة لي أمرًا لا يُرد، واعتبرت نفسي مسؤولًا عن تحقيق الفرحة لهذه الدفعة من أطباء الأسنان، بصفتي والد الجميع، فهم جميعًا بمثابة أبنائي.
قلت لهم: “تعالوا يا صبايا، القرار لكم، من تريدون من الفنانين؟”
في العام الماضي، كان ضيف الشرف الفنان زياد برجي، وفي عامٍ آخر كانت السيدة الكبيرة ماجدة الرومي ضيفة شرف الجامعة، وقد أحيت في حينه حفلاً حضره آلاف الطلاب والأهالي والأساتذة، وكان الحفل في مدرّج الجامعة في “الدبية”.
فماذا عن هذا العام؟ ماذا يريد أطباء المستقبل في لحظة انتقالهم من مقاعد ومختبرات الدراسة إلى عياداتهم الخاصة وحياتهم العملية؟
اقترحت بعض الأسماء، قالوا: “لا”.
قلت: “ماذا عن فلان؟”
فجأة، هتف الجميع: “نريد ماهر جاه!”
مفاجأة، بالنسبة لي على الأقل.
أعرف أن ماهر جاه مطرب شاب له جمهوره الكبير، ويحقق نجاحات متتالية منذ أعوام، وهو وسيم وصاحب كاريزما، لكني لم أكن أعلم أن له هذا الحضور بين طلاب الجامعات. لم أكن أعرف أن جمهوره يمتدّ إلى ما هو أبعد من النوادي الليلية التي يغني فيها في سهرات كامل العدد…
لم أكن أعلم — وهذا تقصير كبير مني — أنه صار رقمًا، وإسمًا، وحضورًا، ونجمًا بين جيل الشباب، وأنه محبوب طلاب الجامعات، وجيلٍ كنا نظنه لا يحدد لنفسه نجوماً ولا أسماء.
وما إن وافق ماهر جاه على الحضور ومشاركة الطلاب والأساتذة فرحتهم، حتى هتف عدد كبير من الطلاب: “سنحقق حلمًا تمنيناه، أن يغني لنا ماهر جاه في يوم تخرّجنا!”
وبالفعل، حضر النجم الشاب في اليوم المحدد،ومعه فرقة الدبكة التراثية ليكتمل المشهد بأحلى صورة، وكانت “عاصفة الصحراء” تجتاح مكان الاحتفال الكبير، فتجمهر الطلاب – الأطباء حول نجمهم، وغنّوا معه بأعلى ما يمكن أن تطاله حناجرهم.
كان من المفترض أن يغني ثلاث أغنيات، لكن نجم الليلة أطال وصلته، وتخطّت الساعة، حتى تحوّل الاحتفال إلى سهرة صاخبة، كلها فرح وسعادة.
كل ما في الأمر، أن ماهر جاه مطرب نجم له جمهور واسع بين الشباب، لكنه مقصّر في الحضور الإعلامي… وهي سياسة لا أعرف إن كانت سليمة أو غير مناسبة، لكن ما أعرفه أن هذا الشاب يمثّل جيله، وعليه أن يجتهد أكثر ليكون أقرب من محبّيه.
