اخبار الفنكتب جمال فيَاض

مايا دياب وغي مانوكيان … وسهرة التفاؤل بالحياة!

كتب جمال فيّاض

مثل أي سهرة من السهرات العادية، هكذا اعتقدت ساعة تلقيت الدعوة لحضور سهرة في “صالة السفراء” في كازينو لبنان. هذه الصالة التاريخية التي تقول عنها مديرة العلاقات العامة في الكازينو السيدة الجميلة والأنيقة لارا حافظ،”في زمن عزّها، شهدت صالة السفراء هذه أحمع وأروع العروض العالمية، وكتب الصحافة الأميركية عنها في حينه، هناك من ينافس فيغاس في الشرق”. هذه الصالة، استقبلت الفنان الذكي غي مانوكيان، الذي افتتح السهرة بكل أناقة الحضور ومهارة العزف وذكاء الإختيارات الموسيقية. غي الآتي حديثاً من سهرة هائلة قدمها في “أولمبيا باريس” وبنجاح كبير، وصل الى بيروت بفرح النجاح ومهارة العازف العالمي، وقدم لنا وصلة موسيقى لبنانية صرف، وقطف من كل بستان موسيقي أجمل وأحلى زهرة، ومن زكي ناصيف الى الرحابنة الى المصري والتنوع طال كل شيء جميل فأقام الصالة وأقعدها بحضوره المسرحي المحبب وهو يجلس خلف مفاتيح البيانو، ويحول أسودها وأبيضها الى ألوان وعطور …
يقفل مانوكيان وصلته على تصفيق حاد جداً، ويسلّم المسرح الى الأميرة الجميلة، التي لا تنام …
هي مايا دياب، أميرة جميلة، لا تنام ولا تعرف النوم. فهي الساهرة الدؤوبة على نجاحها ونجوميتها التي لا تعرف هدوءاً.
تطل مايا دياب بفستان أزرق، لا أجيد وصفه بعبارات مناسبة، لكني أعرف أنه صار أجمل الفساتين ما أن وضعته على القوام الجميل الرشيق…
مايا دياب، تدخل علينا بجمال وروح جميلة، فتأسرنا بالطلّة والشياكة والغناء. تغني مايا أغانيها الصعبة برشاقة ومرونة، لا تستصعب شيئاً، ولا يقلقها لحن أو كلام . أغاني مايا دياب ليست سهلة، في ألحانها الكثير من الإمتحانات والمطبات التي تحتاج لخبرة وموهبة ومرونة. وبكل عفوية وشطارة، تغني وتنتزع التصفيق وكأنه جائزتها من جمهور كبير جداً، جمع السمّيعة والمحترفين ومعهم شباب وصبايا الفانزات…
الجميع مغرم بمايا، يصفقوا بحرارة بعد كل أغنية. الى أن وصلت لحظة الذروة، فضغطت مايا علينا وراحت تبهرنا برشقات غناء لا يُستهان به، فقدمت ميدلي من أغانينا التي نحبها، وتجوّلت بين ألحان الرحابنة وزياد معهم، وفريد الأطرش وبليغ حمدي وفاروق سلامه وجميل العاص وسامي الصيداوي وغيرهم، وبين فيروز وصباح وسميرة توفيق ونجاح سلام ومادونا وما تركت لنا لحناً نحبه إلا وأسمعتنا إياه بحلاوة وجمال.
ما عاد الرأس قادراً على احتواء هذه السهرة التي قام فيها الجمهور عن مقاعده، وما جلس حتى اطمأن أن مايا قالت كل ما أتت به من غناء، وقبّلت الجميع وتركت مسرحها، وكلنا تمنينا لو زادت واستزدنا…
مايا دياب، صوت جميل، وقادر على تطويع الصعب، ساعتان من العناء المتواصل، وما هدأت وما تعبت …ولن أحكي لكم عن الجمال والحضور المحبب وخفة الدم، فهذه أمور مراها ولا نصفها…
فسحة أمل وتفاؤل ، لا بد أن نحيي الكازينو على التسهيلات والدعم، لكي يبقى في لبنان مساحة للتفاؤل بالحياة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى