اخبار الفن

مباراة فنية نقدية بين جمال فياض و طارق الشناوي

حسن شرف الدين

شهدت الحلقة الثالثة عشر من برنامج “المشهد تاغ” مباراة فنية نقدية بين الناقد الفني اللبناني جمال فياض و المصري طارق الشناوي، اللذان اختلفا واتفقا في عدد من المواضيع المتعلقة بالدراما الرمضانية لهذا العام.

فخلال هذه الحلقة، تحدثا الناقدان عن عدد كبير من المواضيع، بما في ذلك الدعوة المقدمة ضد مسلسل ‘نعمة الأفوكاتو’، وعن إعلان ‘دقوا الشماسي’. كما شارك الممثل المصري هشام ماجد خلال الحلقة، حيث طرح عليه الناقدان أسئلة.”

بالنسبة لموضوع نعمة الأفوكاتو و القضية التي رفعت على صناع العمل بإعتبار أنه يسيئ لمهنة المحاماة، فقد أشار الناقد الفني طارق الشناوي أن ” الموضوع الذي تتحدث عنه يعكس التحديات التي تواجهها الفنون والإعلام عند تصوير المهن المختلفة. فعلاً، هناك تاريخ طويل من الاعتراضات على الطريقة التي يتم بها تقديم المهن في الأعمال الدرامية والسينمائية، وهذا يشمل الأفلام والمسلسلات. حتى فيلم ‘الأفوكاتو’ الذي قدمه عادل إمام في مطلع الثمانينيات، حيث حكم على عادل إمام بالسجن لمدة عام وتم استئناف الحكم، يُظهر كيف أن درجة الحساسية عالية وكل مهنة تود أن تُظهر بأنها مميزة.”

أما الناقد الفني جمال فياض، فقد رد مستذكرًا السينما الأجنبية التي أهانت العرب كثيرًا في العديد من الأعمال قائلاً: “لا يجوز أن يتجاوب القضاء مع مثل هذه القضايا، لأنه بهذه الطريقة، يفتح القضاء بابًا لكل المجالات، علمًا أن العرب تعرضوا كثيرًا للإهانات في السينما الأجنبية، ولم نسمع عن عربي واحد تقدم بشكوى ضد هوليوود بأنها تنمط هذه الشخصية. هذه الطريقة من التعامل تكون سيئة من الإثنين، إما نوع من حب الظهور للمحامي، وإما أن يكون العمل يشجع على هذه التصرفات. أتذكر محاميًا كان دائمًا يرفع قضايا ضد يوسف شاهين بسبب فيلم المهاجر، وعلى يسرا حتى أصبح محاميًا مشهورًا في لبنان أكثر من مصر بسبب هذه الدعاوى.”

وخلال مجريات الحلقة، شارك الممثل المصري هشام ماجد بطل مسلسل “اشغال شقة” الذي عرض خلال النصف الأول من رمضان، والذي أشار إلى انه يتمنى أن يكون هناك جزء ثاني من العمل، وأن قصة العمل تستحمل لكن القرار ليس بيده إنما بيد الشركة المنتجة.

وفي بداية مناقشته مع النقاد، عبر الناقد المصري طارق الشناوي الذي عبر له عن إعجابه بالعمل قائلاً: “ كانت أشغال ممتعة، ما أعجبني في المسلسل هو الجدية، لأننا في الأعوام الأخيرة بدأنا نرى أن ممثل الكوميديا يعتقد أن الكوميديا عبارة عن مزاح ومضيعة وقت. أدرك أن العمل يحتوي على قائد مثل خالد دياب كمخرج وخالد وشيرين ككتّاب، لكنني سعيد بالالتزام. أنت قدمت دور الطبيب الشرعي بشكل جاد وممتع، ويجب أن أذكر بأن أغلب نجوم الكوميديا لديهم إحساس بضرورة امتلاك الشاشة، لكن ما شاهدته هو أن المساحات الكوميدية لكل الأطراف كانت متوازنة وهذا ما يميز ‘أشغال شقة’. وإن كنت أختلف معك بفكرة الجزء الثاني، أفضل أن تقدم في الموسم القادم عملاً آخر، يعني عدم الاستسلام للنجاح حتى لو كان هذا رأي الجمهور.”

ليرد عليه هشام: ” اشكرك على رأيك، و جملة “مش بنهزر” هي التي كان يقولها لنا خالد منذ ان كان العمل قيد الكتابة، وهذا كان المنهج الذي تم اتباعه، ان الكوميديا المقدمة هي كوميديا الموقف.

بدوره، توجه له فياض بسؤال حول الكوميديا التي يتبعها الجيل الحالي، قائلاً: ” ألاحظ أن الجيل الشبابي في مصر يتجه نحو كوميديا مختلفة تمامًا عما عُرف في جيل الستينات. جيل اليوم يتجه نحو الكوميديا الأقرب إلى الغرب، فهل هذه الكوميديا ستنتقل إلى كوميديا المسرح؟ لأن المسرح المصري لم يعد القبلة التي كان الجمهور يتجه إليها. هل هذا الأسلوب ممكن أن ينتقل للمسرح، وتصبح مدرسة جديدة تُتبع في المسرح المصري؟”

وكان رد هشام الأتي:” أعتقد أن الكوميديا متنوعة؛ فهناك كوميديا الموقف والتي يُقال بأنها راقية، وكوميديا النكت، وأيضًا الكوميديا السخيفة. فحسب توجهك كفنان وما تريد أن تقدم، حتى عندما قدمنا مسرحية “أنا وشيكو”، وبعدها “أنا وشيكو مع أكرم”، كان توجهنا نحو كوميديا الموقف. أزعم أننا منذ أن بدأنا مشوارنا الفني في عام 2008، وأفلامنا تعتمد على هذا النوع، وهذا ما جعلنا نظهر وسط عدد من النجوم الكبار، لأننا لم نكن خريجي معهد سينما ولا حتى أبناء فنانين ولا لنا أي علاقة بعالم الفن.”

أما بخصوص إعلان “دقوا الشماسي” قال الشناوي: ” المعروف في القضاء أن جمعية المؤلفين والملحنين هي صاحبة التوكيل، والمطربون ليسوا أعضاء فيها، وإن قرر أحد الاستعانة بالأغنية لأي وسيلة، عليك أن تذهب إلى الجمعية وتدفع للورثة. والقائمون على هذا الإعلان اتبعوا هذا الغطاء القانوني، لكن من الواضح أن المحامي اعتبر أن هذا تشويه لعبد الحليم، وهذا حكم يسقط في المراحل التالية.”

من جانبه، كشف فياض: “حسب معلوماتي، المطرب لا يحق له المطالبة بأي حقوق طالما أنه لم يلحن ولم يكتب في الأغنية، لكن في هذه الحالة، تواصلت مع الفنان مروان خوري الذي كان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، وأكد لي أن معلوماتي صحيحة، لكن الجدير بالذكر أن عبد الحليم أنتج هذا العمل بالشراكة مع عبد الوهاب ومع المصور وحيد فريد، يعني هو بهذه الحالة منتج. أما إذا تحدثنا عن موضوع تشويه صورة عبد الحليم، فهذا لا يجب أن يعترف به القضاء لأنهم لم يستخدموا لا صورته ولا حتى صوته، لكن الكارثة التي ارتكبها معد هذا الإعلان، بغض النظر عن موضوع الحقوق والقوانين، هو تشويه اللحن وإعادة تلحين الكلام، وكأن معد هذا الإعلان يود تعليم منير مراد أن هكذا يتم تلحين الكلام. وهنا الجريمة التي يجب أن يعاقب عليها معنويًا وقبل أن يعاب عليها قضائيًا. أما من ناحية الحقوق، فلا حقوق للمطرب. يحاولون إدخال المطرب والموزع بحقوق الأغاني لأن الموزع أصبح اليوم عنصرًا أساسيًا في نجاح أي أغنية. طارق عاكف صنع نصف نجاحات صلاح الشرنوبي في ألحانه، فيجب أن يكون شريكًا.”

وبالعودة إلى مسلسلات السباق الرمضاني الحالي، وبالأخص مسلسل “ولاد بديعة” الذي يتعرض للهجوم عبر السوشيل ميديا، قال فياض: ” الحق معهم، في النصف الثاني من المسلسل أصبحت الأحداث غير منطقية وجرعة الجريمة أصبحت أعلى وكأن الكاتب ضاع في قصته. وإن لازلت على ما قلته، رشا شربتجي لديها أخطاء في الإخراج؛ هي مخرجة جيدة لكن لديها أخطاء بحاجة للانتباه أكثر، أما بالنسبة إلى أن المسلسلات بدأت تضعف في النصف الثاني، فهناك العديد من الأعمال يُطلب من الكاتب أن يكتب قصتها على ثلاثين حلقة كما تحدثنا المرة الماضية، فحتى يفعل ذلك، يخفف الرتم ويعليه في آخر الحلقات وهذا ما لاحظناه في ‘الهيبة’ وحاليًا في مسلسل ‘تاج’.”

من جهته، تحدث الشناوي عن مسلسل “عتبات البهجة” و التعليقات التي طلبت من الفنان القدير يحيى الفخراني الإعتزال، ليرد على هذه التعليقات : “أسوأ شيء أن نقول لفنان كبير: ‘اعتزل’، بالرغم من موقفي السلبي من مسلسل ‘عتبات لبهجة’، الذي اعتبره خيارًا خاطئًا بالنسبة لي، بسبب اختيار يحيى الفخراني للعمل فيه والذي اعتبره ضعيفًا. المشكلة ليست في الرواية ولا حتى في الفكرة، بل في التنفيذ الدرامي الذي لم يتمكن من الوصول لسحر ما كتبه إبراهيم عبد المجيد. ورغم ذلك، يظل يحيى فنانًا كبيرًا بقيمة، يمتلك السلطة ليقول نعم أو لا. كان يجب أن يقول لا، لكن أن نقول له ‘اعتزل’، كيف؟ يحيى يمتلك لياقة إبداعية، وقد ارتكب خطأ في الاختيار، وهذا أمر يحدث للكثير من الفنانين، مثل عبد الوهاب وأم كلثوم. هذا تجاوز، خاصةً عندما يتعلق الأمر بشخص مثل يحيى. أتمنى أن يسارع في تقديم عمل يشبه تاريخه المرصع بالنجاحات العديدة في العام القادم.”


أما الأن، فدخل الحديث في الشوط الأول من المباراة الفنية النقدية بين الناقدين، وذلك بعد اختلاف في وجهات النظر بسبب طريقة عرض مسلسلات الـ 15 حلقة، إذ شدد فياض على نظريته الذي قالها سابقًا.

“ لازلت مصرًا أن المسلسلات التي تُعرض في النصف الثاني من رمضان ستُظلم، والعكس، فأنا اليوم متأكد أكثر، في النصف الثاني من رمضان، الناس تبدأ بالشعور بالتعب من استيعاب القصص والروايات، يعني أننا برمجنا أنفسنا على بعض الأعمال، ويجب على المحطات أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار. اليوم، بدأنا بمتابعة مسلسل ‘صلة رحم’ الذي يتألف من 15 حلقة، ومسلسل ‘2024’. لماذا لم يتم عرضهما بشكل يومي، حلقة من كل مسلسل على مدار الشهر؟”

ليعلق الشناوي: ” لست متفقا مع الاستاذ جمال، نعرض اليوم مسلسل و غدا مسلسل اخر ثم بعد غد حلقة من المسلسل الأول، الجمهور تعود على عرض الحلقات بشكل يومي، إنما فكرة ان مسلسلات النصف الثاني اضعف هذا غير صحيح، مسلسل “بطلوع الروح” العام الماضي لم يكن الرقم واحد مصريًا بل عربيًا ايضًا،وهذا الموسم شاهدت عدد من المسلسلات اعتقد انهم سيقلبون الطاولة.”

ثم يرد عليه فياض: ” كانت المسلسلات سابقا عبارة عن 13 حلقة وكنا نتابع حلقة كل اسبوع.”

ليجاوبه طارق: ” الإيقاع تغير، بوجود عدد ضخم من الفضائيات.”

في ختام الحلقة، عرض مقطع فيديو لأطفال وهم يقومون بتقليد برنامج المقالب الذي يقدمه الفنان المصري رامز جلال، والذي هاجمه الناقد الفني اللبناني قائلاً: “ منذ أن بدأ رامز وأنا لم أعجب بأي برنامج قدمه حتى اليوم. أشاهده دقيقة واحدة فقط لأخذ فكرة عن موضوع البرنامج دون أن أتمكن من تخطي الدقيقة. وهؤلاء الأطفال جعلوني أعجب بفكرة البرنامج بعد أن كنت رافضًا له.”

أما الناقد الفني المصري فقد أشار إلى أن “أكبر شريحة يخاطبها رامز هي شريحة الأطفال، وهذا الفيديو دليل على النجاح. هو يراهن على الطفل لأنه يحب المقالب، بغض النظر عن إعجابنا بها أم لا. وأعظم تحية قُدمت لرامز هو هذا الفيديو.”

الجدير بالذكر أن الناقد جمال فياض و الناقد طارق الشناوي سيطلان طيلة شهر رمضان بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع ليتحدثوا عن الأعمال الدرامية التي تعرضها الفضائيات و المنصات العربية.

والموعد سيكون ثابتاً كل يوم إثنين و أربعاء و جمعة، عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت دبي، و السادسة مساءً بتوقيت بيروت على قناة المشهد.

لمشاهدة الحلقة الثالثة عشر كاملة، إضغط على الرابط التالي:
/https://almashhad.com/vod/showdetails/195606303298480-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%AA%D8%A7%D8%BA

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى