اخبار الفنكتب جمال فيَاض

محمد رمضان، وجورج وسوف ومايكل جاكسون وعادل إمام

محمد رمضان وجورج وسوف ومايكل جاكسون وعادل إمام!

كتب جمال فياض

دأب الإعلام المصري خصوصاً والعربي عموماً، على توجيه اللوم للفنان محمد رمضان في كل تصرّف يقوم به. فإن غنّى، بحثوا عن عنوان الأغنية وقالوا هذا “غرور”، وإن نال مجاحاً فتباهى به، قالوا وكأنه الناجح الوحيد. أما عندما استعرض سياراته الفخمة، أمسك به الإعلامي وائل الإبراشي وراح يقرّعه ويلومه بأنه ينشر ما يستفزّ الناس والجمهور، لأنه يعرض ثروته أمام فقراء. طبعاً لم يفت الإبراشي أن يلومه وينتقده بشدّة، مرّة لأنه يرفض التعويض على كابتن الطائرة، الذي تعرّض للوقف عن العمل لأنه سمح لرمضان بالجلوس إلى جانبه في قمرة قيادة الطائرة ليلتقط صوراً وڤيديو لينشره على مواقع التواصل، ومرّة لأنه وقف على مسرح غنائي عاري الصدر ليغني للجمهور، وهو ليس مطرباً أصلاً.
الغريب أن كلما تعرّض رمضان لهجمات إعلامية حادة، كلما نال المزيد من النجاح الجماهيري. فبعد كل ما ذكرته أعلاه، جاء مسلسل “البرنس” ليقفز بالفنان الشاب وكل من وقفوا الى جانبه في المسلسل الرمضاني الأخير، الى نجاح هائل.
لماذا يقوم محمد رمضان بكل ما هو غير مألوف وغير مسبوق في عالم الفن، فيستفزّ من لا يؤثّر فيه، ويكسب الملايين الإضافية! ملايين المحبين، وملايين الدولارات؟
بعد هذه التجارب، لا بد أن نذهب بالتفكير الى سلطان الجمهور جورج وسوف، وقبله الى ملك البوب العالمي مايكل جاكسون. فجمهور جورج وسوف، يسميه السلطان، ويعشقه وهو يتحرر أمام الإعلام من كل قيود “الإتيكيت”. الوسوف يسخر من محاوره إذا استفزّه بسؤال، فيهيج جمهوره إعجاباً. ثم يشتم السلطان بكلمة شبه نابية، فيموج جمهوره معه متحبّباً مسانداً مؤيداً معجبا. تتهم الصحافة جورج وسوف بأنه خارج عن قوانين النجومية والشهرة، فيزداد جمهوره حباً به. هكذا يريدونه، متحرّراً من كل القيود، من كل الأعراف. حرّاً لا تقيّده مصلحة، ولا تربطه قواعد. يعيش على هواه، حتى تحسبه السوبرمان الذي لا يهاب أحداً، لا قانون ولا شروط، ولا كبير!
في أميركا، كان مايكل جاكسون يتصرّف بكل الممنوع، بكل حرية وعلى هواه… هو الملك الذي يريده جمهوره هكذا. حرّاً، مجنوناً، مختلفاً، غريب الأطوار، يجنّ على مسرح الحياة، كما يجنّ على مسرح حفلاته. ويعشق الجمهور فيه هذه الحياة التي يعيشها.
والآن تعالوا الى محمد رمضان. هذا الشاب خرج من قلب الأحياء المصرية الشعبية. واحد من هؤلاء البسطاء. من وسط الشاب الغاضب المخنوق بالقيود، بالفقر ، بالقانون، بالممنوع والمسموح. من الرغبة بالحصول على ما لا يمكن الحصول عليه ولا في الأحلام. خرج محمد رمضان فتوّة أبناء بيئته وجيله. فهتفوا له “اسم عليه،اسم الله عليه”. كلما استفزّ ذوي البذلات الأنيقة، كلما هتف له جمهوره وناسه “اسم الله عليه اسم الله عليه”. كلما خالف قواعد الفن الراسخة، إحتجّ عليه التقليديون، وهتف له التابعون “اسم الله عليه،اسم الله عليه”.
بين محمد رمضان وعادل إمام ثأر “كسر خاطر”. لم يحتضنه عادل إمام كما احتضن الكثير من الشباب الصاعد. في كل عمل كان الزعيم يحمل معه في قطاره الفنّي الغنيّ الفخم، عدداً لا بأس به من “المشاريع نجوم”، إلا محمد رمضان! لا أحد يعرف السبب الحقيقي لهذا “النفور” المغناطيسي بين الكبير والفتى الصاعد. لكن “البيليه” لعبت مع الفتى ونجح دون الدخول تحت جناح الزعيم، وحلّق خارج السرب، بقوّة إستفزته ليقولها وإن بخجل شديد “أنا الزعيم الجديد”.
طبيعي، أن يواجه من هنا حرباً شعواء، من كل “المحافظين”، الذين يرون فيه تهديداً لأمن نجوميتهم المستقر منذ عقود. لأ ومش كده وبس، الواد دخل عليهم يمثل فاكتسح، فانتقل الى الغناء والكليبات والحفلات والمهرجانات في مصر وجميع أنحاء العالم …
وبعد هذا، هل نستغرب لماذا الرفاق حائرون؟ يخافون؟ يخططون؟ يتخيّلون يتساءلون في جنون؟ هذا الشاب الأسمر من يكون؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى