اخبار الفن العالمية

مراجعة مسلسل “Mountainhead”: نهاية العالم على طريقة جيسي آرمسترونغ، وصراع عميق بين عمالقة التكنولوجيا

إذا كنت ما زلت تشعر بالحنين لمسلسل “Succession” الذي كتبه جيسي آرمسترونغ، فإن فيلمه الجديد “Mountainhead” الذي يعرض على HBO سيقدم لك جرعة ساخرة ومكثفة من تلك الأجواء التي تفتقدها.

تم تصوير الفيلم في موقع جبلي بالقرب من بارك سيتي بولاية يوتا، ويجمع بين أربعة من كبار رجال التكنولوجيا في رحلة بوكر نهاية الأسبوع، حيث تتصاعد الأحداث وتبدأ النهاية تلوح في الأفق. الفيلم ليس أقل رعبًا من قصص “فرانكشتاين” أو “فامباير” التي ابتكرها شعراء القرن التاسع عشر، لكنه يعكس وحوشًا من نوع مختلف: عمالقة التقنية المعاصرين.

بفضل الأداء المتقن لأبطال العمل: كوري مايكل سميث، ستيف كاريل، رامي يوسف وجايسون شورتزمان، يقدم الفيلم سردًا معقدًا ومتشابكًا يصور كيف تحاول العائلة الحفاظ على إرثها وسط انهيار الإمبراطورية.

الفيلم غني بالحوارات الذكية والاقتباسات الفلسفية من كانط ونيتشه وماركوس أوريليوس، مع لمحات ساخرة من الواقع السياسي، حيث يظهر رئيس سابق – يُشار إليه فقط بـ”السيد الرئيس” – عبر مكالمة هاتفية، دون ذكر اسمه صراحة. لكنه بعيد عن تناول بعض الأحداث السياسية الساخنة بشكل مباشر، وهو ما قد يكون محظوظًا.

يتركز الفيلم على إطلاق تحديث “فاشل” لمنصة التواصل الاجتماعي الخيالية “TRAAM”، ما يسبب فوضى وعنفًا في آسيا وأوروبا الوسطى، ويثير صراعات أخلاقية عميقة. رغم ذلك، يفتقد الفيلم إلى ذروة درامية حاسمة، فيبدو أحيانًا وكأنه عرض مسرحي مقيد بمكان واحد.

القصة تلمس واقعنا الحالي، خصوصًا في ظل موجات العنف والاضطرابات التي شهدها العالم مؤخراً بسبب الأخبار الكاذبة والتوترات السياسية. الفيلم يتناول بحدة موضوعات مثل الإدارة الغاضبة والسلطة المدمرة في زمن التكنولوجيا.

في نهاية المطاف، يقدم “Mountainhead” دراسة نقدية مركزة على أذكى الناس في العالم، ويبرز هشاشة تلك العقول رغم قوتها، مما يجعله عملًا مثيرًا للتفكير لكل من يتابع تأثير التكنولوجيا والمال على مستقبل البشرية. ويبقى السؤال المحوري: أين هو “كيندال روي” الحقيقي حين يحتاجه العالم؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى