اخبار الفن

نوري الرحيباني يحتفي بميلاده الثمانين في دمشق القديمة

عامر فؤاد عامر -دمشق

“سوريا لها من عمر الحضارة أكثر من سبعة آلاف عام، وهذه الميّزة موجودة في دماء السوريين لذلك أجدهم مبدعين أينما حلّوا، وعلى الرغم من مرور ثمانية سنوات من الحرب فما يزال لدينا أوركسترا تعزف وتقوم بوظيفتها، وأهنئ الشباب الفاعلين حقّاً، وكلّي أملٌ بأنهم سيقدّمون السعادة للأجيال القادمة عبر موسيقاهم، واليوم وجودي في دمشق هو تشجيعٌ لهم”. تلك كلمة خاصّة لـ”أضواء المدينة” عبّر فيها المايسترو العالمي نوري الرحيباني عن فرحه بقدومه سوريا احتفاءً بميلاده الثمانين، قُبيل محاورة في أمسية دمشقيّة، أجراها معه الإعلامي ملهم الصالح في غاليري “مصطفى علي”.
“رحيباني” الذي غادر بلاده بعد إنجازه مرحلة الدّراسة الثانويّة بحثاً عن أسرار الموسيقى، وتعلّم قواعد التلحين الأوركسترالي، وجد لنفسه المكان الأرحب في ألمانيا، فدرس ونهل علوم الموسيقى منها، لكنه كان صلة الوصل بين موسيقى الشرق والغرب، فاشتغل على هذا الجانب بناءً على نصيحة الملحن الألماني “زيغريد تيله” له.
يتزامن مجيء المايسترو “رحيباني” إحياءه أمسيةً موسيقيّةً مع الفرقة السيمفونيّة الوطنيّة السوريّة، كتكريم عن مجمل أعماله الموسيقيّة، وبمشاركة الفنانة سوزان حداد غناءً وكورال المعهد العالي للموسيقى، ويحمل البرنامج عدداً من المقطوعات المؤلّفة من قبل المايسترو، ومجموعة من الأغنيات المعروفة في تاريخ الأغنية العربيّة، لكن بتوزيع أوركسترالي خاصّ منه أيضاً، وتعليقاً على اختياره أغنية “يا طيور” للراحلة أسمهان في برنامجه يقول: “أسمهان مطربة من أفضل مطربات الفترة التي وُلدت فيها، وصوتها لا يضاهيه صوت، لفتتني هذه الأغنية التي تتغنى فيها بالطيور وتشتكي لهم همّ العشق والهجران، وهذا يحمل صيغة دراميّة حفّزتني لوضع افتتاحيّة موسيقيّة تمهّد لهذه الأغنية ثم إن التوزيع جاء بتطوير اللحن، ومنحه بعده الذي يستحق”.
نوري الرحيباني من مواليد دمشق 1939
درس قواعد التلحلين والبيانو في المعهد العالي للموسيقى في “لايبزيغ”.
درس التوزيع الأوركسترالي وأنجز المرحلة بدرجة امتياز في مدينة “فرايبورغ”، والتحق للعمل في دار أوبرا هذه المدينة، وهنا جاءته فرصة العمر حيث مرض قائد الأوركسترا في الليلة نفسها حيث ستقام الحفلة، عندها عرض قائد الأوركسترا ومدير الدار عليه قيادتها، وكان ذلك، ونجحت الحفلة نجاحاً كبيراً، وهذه الفرصة لم تحصل إلا مع الموسيقار “توسكانيني” من قبل فقط، وبناءً عليه مُنح بعثة جديدة لإتمام تعلّم قيادة أوركسترا أوبرا.
ترأس العديد من فرق السيمفوني كقائد ضيف، ولديه العديد من التسجيلات مع فرقة إذاعة برلين، وعمل كقائد أوّل لمدّة سنة لدار أوبرا مدينة فرايبورغ، والعديد من الفرق في ألمانيا.
تقديراً لمكانته الموسيقيّة وإنجازاته منحه رئيس جمهورية ألمانيا وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى مع الوشاح.
ألف كتاب “دعنا نغني” مع اللبنانية جولندا أبي النصر، وكتاب آخر مع اللبناني كفاح فاخوري.
حاز على وسام صداقة الشعوب الفضي 1973 في برلين.
نال الميداليّة الذهبيّة في مدينة “لوشو” هذا العام 2019 والتي يقيم فيها إلى اليوم.
أشهر مؤلفاته الأوركستراليّة: “ملحمة المدن الميّتة”، “أنشودة السلام”، “غابة النواح”، “رقصات وأغانٍ شعبيّة”، “صور من الشرق”، وضع عدداً من الموسيقى التصويريّة لأعمال مسرحيّة وسينمائيّة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى