وفاة روبرت ريدفورد.. أسطورة السينما الأمريكية يودّع العالم عن 89 عاماً

رحل الممثل الأمريكي المخضرم روبرت ريدفورد، أحد أعمدة السينما العالمية وصاحب البصمة البارزة في السينما المستقلة، أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 89 عاماً في منزله بمنتجع سندانس بولاية يوتا، المكان الذي ارتبط باسمه وحياته، وفق ما أعلنت وكيلة أعماله سيندي بيرغر، مؤكدة أنّ عائلته طلبت احترام خصوصيتها في هذه اللحظات العصيبة.
وُلد ريدفورد في 18 آب/أغسطس 1936 في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، وبدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي ليصبح خلال العقود الستة التالية واحداً من أكثر الممثلين تأثيراً وحضوراً في هوليوود. لمع اسمه مبكراً إلى جانب بول نيومان في فيلم «بوتش كاسيدي أند ذي سندانس كيد» (1969)، قبل أن يرسّخ مكانته في أفلام شكلت علامات بارزة في السينما الأمريكية مثل «ذي ستينغ» و**«جيرميا جونسون»** و**«آل ذي بريزيدنتس من»** و**«أوت أوف أفريكا»**.
عرف ريدفورد بجاذبيته وشخصيته الكاريزمية، لكنه تميز أيضاً بمواقفه الملتزمة، فكان نصيراً لقضايا البيئة ومدافعاً عن حقوق الأميركيين الأصليين، ووجهاً بارزاً للفكر التقدمي في الولايات المتحدة. كما أسس مهرجان سندانس السينمائي، الذي تحول إلى منصة عالمية للسينما المستقلة.
برغم حصده جائزة أوسكار تكريمية عام 2002 عن مجمل مسيرته، لم ينل الجائزة عن أي دور تمثيلي، رغم الأداء الرفيع الذي قدمه في عشرات الأفلام. أما خلف الكاميرا، فكان نجاحه لافتاً مع فيلم «أورديناري بيبل» (1980) الذي فاز بجائزتي أوسكار كأفضل فيلم وأفضل مخرج، إضافة إلى أعمال أخرى مميزة مثل «كويز شو» (1994) و**«ذي هورس ويسبرر»** (1998).
نعته زميلته ميريل ستريب التي شاركته بطولة «أوت أوف أفريكا»، ووصفت رحيله بقولها: «رحل أحد الأسود، ارقد بسلام يا صديقي العزيز». أما جين فوندا، التي جمعتها به عدة أعمال، فرأت فيه صورة «أمريكا التي يجب أن نستمر في النضال من أجلها».
في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، منحه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وسام الحرية الرئاسي، أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة، تكريماً لمسيرته الفنية والإنسانية. وبعد فيلمه الأخير «ذي أولد مان أند ذي غن» (2018)، أعلن ريدفورد اعتزاله التمثيل، مختتماً مسيرة امتدت لستة عقود، طبع خلالها الذاكرة السينمائية العالمية.