اخبار الفنكتب جمال فيَاض

يوري مرقّدي، لو لم نجده لاخترعناه!

كتب جمال فياض

عندما بدأ يوري مرقّدي رحلته مع الغناء، دخل التجربة والخطأ طويلاً، الى أن استقرّ على شخصية فنية حقق منها خطوته الأولى. هذه الإنطلاقة كانت بقصيدة بالعربية الفصحى، بشِعر أقرب منه الى النثر الفالت منه عقال القواعد والصرف والنحو والتفعيلة والبحور الخليلية وكل ما في اللغة من شروط. أظن أن يوري قال ذات يوم، جلست في الحمّام وكتبت كلماتي وأعجبتني ولحنتها وسجلتها، وأذعتها، فحققت انتشاراً لم أكن ولا توقعه أحدٌ من الذين سمعوها.
تابع يوري نجاحه(سألته يوما إذا كان إسمه نسبة الى رائد الفضاء السوڤييتي يوري غاغارين فأكد صحة المعلومة) وانطلق بشكله المختلف، وبشخصيته المتمرّدة التي حاكت تفاصيلها المغنين الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية. موسيقى صاخبة، مع جملة ونغمة قريبة من “فشّة الخلق” الطريفة، المولودة في الشارع بين الأزقة والسيارات القديمة المهملة. لكنها فيها معنى وملامح تدخل القلب دون السؤال أو معرفة السبب.
في حفله الأخير، وهو بمثابة حفل العودة بعد انقطاع وقطيعة، يقول يوري عن نفسه، أنا إبن الأشرفيه وأزعر وحكماوي… هو قالها على سبيل الطرفة، لكنه بما قدمه ويقدمه هو إبن بيئته المجنونة بالتحرر من قيود اللغة والأتيكيت، وشروط مدرسة الحكمة لتكون من أسرتها أو خريجيها. هو حالة خاصة جداً، شيء مثل الحب في الأرض الذي قال عنه نزار قباني “لو لم نجده عليها، لاخترعناه”.
يوري مرقّدي عاد بحفل (على مسرح المدينة – الحمرا) نال فيه مع فرقته الموسيقية الجميلة والشاطرة جداً تصفيقاً حاراً، بحجم استفتاء على “أعود ؟ أو لا أعود؟ والنتيجة كانت أن عدّ وتابع، وقل لنا ما لم يقله غيرك…
فنحن أصلاً ما سألناك الرحيلا !!
أهلاً بعودتك يوري …. نريدك جميلاً ومجنوناً وممتعاً وكما أنت!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى