طلال المداح … حكاية تكريم بقصيدة نزار
كتب جمال فياض
أعلن رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، الشيخ تركي آل الشيخ، أنه وضع على لائحة نشاطات الهيئة القادمة، تكريم الراحلين الكبيرين طلال المدّاح وأبو بكر سالم. الفكرة جميلة، وبالتأكيد ستلاقي الكثير من التقدير لدى المعجبين الكبار بالأستاذين الراحلين. ومن الطبيعي أن يكون التكريم بأداء أجمل وأنجح أعمالهما التي قدماها على مدى عقود من حياتيهما الفنّية. ومن المفاجآت التي تعدّها الهيئة، حفلة “يحضر” فيها طلال المدّاح ليغني أغانيه، بتقنية “الهولوغرام”، التي تُظهر المطرب وهو يؤدّي أغانيه واقفاً بالأبعاد السداسية أمام الجمهور. يبقى، أن نطلب من القائمين على هيئة الترفيه بعض الأمور التي ستأتي بدون شك، بالكثير من الفوائد على إنتشار الأغنية السعودية في العالم العربي أكثر فأكثر. فالفنان الراحل طلال المدّاح تميّز عن كل الفنانين السعوديين والخليجيين، بأنه إختلط بأغانيه وموسيقاه وألحانه مع الموسيقى والألحان الطربية المصرية والشامية. وهو الوحيد الذي كان يلفت سمع الموسيقار الراحل الكبير محمد عبد الوهاب. وهو قال فيه أكثر من مرّة، أحلى الكلام. وأثنى على ألحانه تماماً كما كان يثني على صوته. لقد خسر طلال المدّاح، فرصة الإنتشار الكبير، لأنه رحل قبل أن تصبح لوسائل الإعلام الفني الخليجي الإنتشار الواسع، الذي تشهده اليوم. رغم قلّة الحيلة “إعلامياً” في حينه، حقق المدّاح نجاحاً كبيراً في لبنان وفي مصر، بجهوده وموهبته كملحّن وكمطرب. من الضروري أن تنتبه هيئة الترفيه، لإرث طلال المدّاح. بأن تعيد تسجيل ألحانه بأصوات شابة تستحق أن تغنّي هذه الألحان. وان تبحث جيداً في ألحانه التي لم تنشر في حياته. قلّة قليلة جداً، تعرف أن طلال المدّاح ترك عشرات الأعمال الموسيقية والغنائية التي لم تنفّذ في حياته. هنا يكون التكريم، بأن نعيد على سبيل المثال لا الحصر، تسجيل لحنه الرائع لقصيدة “متى ستعرف” التي كتيها الراحل نزال قباني ولحنها أيضاً الراحل محمد عبد الوهاب لتغنيها السيدة نجاة الصغيرة. وما أجمل لحن طلال لهذه القصيدة، وهو مختلف بالتمام والكمال عن لحن عبد الوهاب. التكريم، سيكون أجمل وأروع وبالتأكيد مختلفاً.