كتب جمال فيَاضاخبار الفن

رفيق علي أحمد حين يضرب على الألم لنبتسم

كتب جمال فياض

الفنان اللبناني رفيق علي أحمد أستعاد في بيروت أهم عملين من أعماله المسرحيه ، ” زواريب ” التي كتبها ممدوح عدوان ، و” جرصه ” التي كتبها بنفسه لنفسه عن نفسه . ودعانا نحن جمهوره الذي يعجب به بشكل مختلف كل الأختلاف عن إعجابنا بباقي الممثلين اللبنانيين . المسرحيتان مونو درام ، بل الثانيه من نوع الأوتودرام ، أي عندما يتكلم الممثل لوحده عن نفسه ( مع الشكر للزميل مالك حلاوي على الشرح والتفسير ) .

في الأولى وقف رفيق ، يتألم من شيخوخة الرجل المنفي من بيته ومن بيت أبنه ومن كل الحياة ، والغارق أو العائد الى نفايات الطرق ، يبحث فيها عن هوية أصحابها . تصرّف رفيق بالنص الأصلي للراحل عدوان ، فهنأه الكاتب ، قبل أن يغيب ليرتاح من زَبَدِ الدنيا .لكننا صفقنا له طويلا على مسرح ” مونو البيروتي العتيق .

في ” جرصه ” ، حكانا رفيق ببساطة وروى لنا حياته ، تماما كما هي ، لكننا نحن الذين نعرفه عن قرب ، نعرف أن فيها الكثير مما هو عليه ، مع بعض إضافات من لزوميات الحبكه الدراميه – الكوميديه . وإن كان في كل جملة الكثير منّا ، والكثير من كلنا .

أنت تخرج من مسرح رفيق الفردي ، لتتعرف على الحياة بشكلها الآخر من عند شخص آخر . هو يضغط على ألمك ، فتبتسم ، وتضحك ، وتخرج سعيدا أنك شاهدت نجما من لحم ودمّ ، يحكي ويتنقّل على المسرح بكامل حريته وطاقته بلا أوامر مخرج أو كاتب أو حتى جمهور … هنا تكمن عبقرية رفيق الواضح والصريح والمباشر ….

(زهرة الخليج – مارس / آذار 2009)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى