اخبار الفنكتب جمال فيَاض

عودة علاء زلزلي، عودة الروح… والهوى والشباب!

كتب جمال فياض

قبل سنواتٍ أحسبها قليلة وهي ليست كذلك، كان في حياتنا الفنية شابٌ اسمه علاء زلزلي، أطلقنا عليه الألقاب والتسميات وورود الإعجاب، وكان فيه سحرٌ غامضٌ لم نكتشفه، لكننا رأيناه وأحسسناه وأحببناه… ظلّ علاء زلزلي لسنوات متصدّراً الشاشات والصفحات وأغلفة المجلات، ويملأ الساحات والحفلات والمهرجانات حياةً وحبّاً وفرحاً وحيويةً وخفّةَ دم… وتقلّبت الأيام وتغيّرت الظروف وتبدّلت الأحوال، فغاب أو تراجع قليلاً وتقدّم غيرُه من النجوم، واعتقدنا أنه أدّى قسطه للفن وانسحب.
لكنه قبل سنوات عاد للظهور، عاد ليستعيد بريقه ونجاحه ونجوميته، وصرنا نسمعه ونراه ونتابع من جديد حراكه وحركته، حتى فاجأنا بدعوةٍ لسماع جديده، وضربنا الأخماسَ بالأسداس: كيف سيجاري عصر الأغنية الحديثة؟ كيف سيعرف لغة اليوم ويميّز حاضره من أمسه؟
وذهبنا وسهرنا وشاهدنا وسمعنا…

وقف زميلنا زكريا فحّام ليقدّم روح الهوى والشباب، وإلفيس بريسلي العرب، بل علاء زلزلي بلا ألقاب ولا تعريف. وبحضور عشرات النجوم من ممثلين وموسيقيين وإعلاميين ومنتجين وفاعلين في عالم الفن والموسيقى والترفيه، وقف علاء زلزلي بشحمه ولحمه ووسامته وطيبته وأناقته وظرفه وحيويته، وقدّم جديده، وحكى لنا ذكرياته مع أغلب الحاضرين من مجايليه، وافتقد معهم والدته الراحلة التي صنعت له شبكة علاقات جميلة، وبنت له جسوراً متينة لتثبّته على مسرح النجوم، وتتركه يتابع مشواره…

غنّى علاء جديده، واكتشفنا فيه أنه استقطع سنواتٍ من العمر الذي مرّ، وبعملية مونتاج ذكية تابع من حيث توقّف، وعاد كأن شيئاً لم يكن، وبراءةُ الشباب في عينيه… وقال لنا إننا ما زلنا رفاق دربه، وبأننا الحبّ الوحيد لديه!
أحاول، منذ غادرتُ السهرة الجميلة، أن أحسبها بالعقل، وبالذكاء البشري، والذكاء الاصطناعي، وكل أنواع الذكاء: كيف كبرنا نحن، وهو ما زال علاء زلزلي؟ كيف مرّت علينا الأيام ونحن لا نشعر، وهي لم تمرّ عليه؟
فالأغاني التي غنّاها لنا من ألبومه الجديد، فيها حلقة جديدة من سلسلة حلقات مشواره الفني. فلا بدّل ولا غيّر ولا حاول الخروج من عالمه الذي أحببناه فيه. هو هو علاء زلزلي، لا زاد ولا نقص، ولا بدّل تبديلاً… تماماً كما أحببناه، ورعيناه، ومدحناه، وانتقدناه، ورفعناه، وأغضبناه، وأفرحناه… تماماً كما أردناه. هو بثوبه الفني الخاص، الذي لم يستعره من أحد، ولم يستعره منه أحد…

بفرح كبير يعيدنا علاء إلى زمن جميل كنّا نحسبه مرّ ولن يعود، فإذا به يعيده لنا ونستعيده معه…
مرحى مرحى، وأهلاً بروح الهوى والشباب والأمل المنشود…
جميعها ضاعت… ووجدناها!

Screenshot
Screenshot
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى