اخبار الفن

ليديا معوّض… أنامل تكتب بالجمال وألوان تنطق بالحياة

خاص – أضواء المدينة

في زمن يتكاثر فيه الضجيج البصري، تبرز أعمال الفنانة التشكيلية ليديا معوّض كنبض نقي يعيدنا إلى جوهر الفن الحقيقي، ذلك الذي لا يُفتعل ولا يُصنَع، بل يُولد من الإحساس الصادق ويُصاغ بيدٍ تعرف كيف تُترجم الروح إلى لون، والخيال إلى شكل.

في لوحاتها، تسكن المشاعر، وتتحرّك التفاصيل برقة وعمق. ثلاث لوحات كافية لتدلّنا على عالم ليديا معوّض، الذي يفيض حنانًا، وقوة، وسكينة في آن واحد. خطوطها حازمة حينًا، منسابة كالماء حينًا آخر، لكنها دائمًا تحمل لمسة فريدة لا تخطئها العين. هذه ليست مجرد ضربات فرشاة، بل لغة خاصة تنطق بها الفنانة لتروي حكايات عن الإنسان، والطبيعة، والهوية، ومشاعر الروح.

منذ النظرة الأولى نكتشف العلاقة الوثيقة بين ليديا واللون، تلك العلاقة التي تقوم على الاحترام والانسجام، لا على الصراع أو المجازفة الفارغة. ألوانها نابضة دون ضجيج، مشبعة بالحياة دون افتعال. تعرف تمامًا متى تصمت المساحات، ومتى تنفجر بالتعبير.

من الواضح أن خلف كل لوحة تقف تجربة شخصية، ورؤية فلسفية لا تقل عمقًا عن جمال الشكل. سواء في رسم الروح أو المعنى أو تجسيد الطبيعة، أو تصوير حالات شعورية مجرّدة…
تحتفظ كل قطعة بروحها الخاصة، وتدعونا إلى تأملها لا كمشاهدين، بل كمشاركين في حالة شعورية صادقة.

ليديا معوّض ليست فقط فنانة تشكيلية موهوبة، بل هي شاهدة على ما يمكن للفن أن يفعله حين يكون نابعًا من الذات، مخلصًا لما يعبّر عنه، متحررًا من سطوة الاتجاهات والتقليعات. في زمن يُستهلك فيه الفن أحيانًا كزينة سطحية، تأتي أعمالها لتؤكّد أن الفن ما زال قادرًا أن يكون رسالة، وملاذًا، ونبضًا إنسانيًا حيًا.

تحية لهذا الإبداع اللبناني الذي يحمل اسماً يستحق أن يُقال بفخر: ليديا معوّض، فنانة ترسم لأن الفن يسكنها، لا لأنها تريد أن تسكن الفن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى