حفلات ومناسباتاخبار الفن

لوريس … ونحن شهود على الولادة واللذاذه …

Screenshot

Screenshot
Screenshot

كتب جمال فياض

ذات يوم، دعانا الفنان والمؤلف الموسيقي جان ماري رياشي، لنشهد ولادة “لوريس”… ولوريس يا سادة يا كرام، مطعم من النوع المختلف، والخارج عن المألوف… نحن لم نكن نعرف ولا توقّعنا كل هذا، كل ما اعتقدناه، هو مطعم مثل كل مطاعم لبنان، لقمة شهية، ومازة غنية، وأناقة في التصميم وبراعة في التقديم … وتفضلوا صحتين!
وذهبنا لنفرح بالمولود الجديد، ونهنّيء بالولادة، ونتذوّق لقمة لبنانية هنيّة…
منذ عشر سنوات، حدث هذا في منطقة الجمّيزة. أصابنا مسّ من السحر، ونوع من الإدمان على هذه السفرة التي أخذتنا إلى متعة التذوّق والاستطعام بخبرة… وتعالوا أحكي لكم بالتفصيل “علّي جرى… من لوريس”.
عندما تصل الشارع القديم في قلب بيروت القديم، ستجد نفسك ترى التاريخ الجميل على واجهات البيوت والعمارات القديمة. شيء من الزمن العثماني، وشيء من الزمن الفرنساوي، وأشياء ممّا قبل هذا وذاك. حسناً، دخلنا من بيروت، ونتوقّف أمام البناء الجميل كما بيوت ألف ليلة وليلة، مجدَّد الشباب، من العتبة حتى السقف مروراً بالعتبة والباب…
أدخل ولا تتردّد، أنت عالم من الحلم الجميل، زخرفات وألوان وملامح الحيطان تحكي حكايات التفاؤل بالسعادة. ستفتح عينيك على وسِع البصر والنظر، وتتلفّت على الأرفف، لتستمتع بلمسات الجدّات على “مرطبان المكدوس” و”قطرميز المخلّل” وقناني “ماء الزهر والورد” وشرابات الورد والتوت… اللفت والخيار والمقتى والجزر بالملفوف وألوان من المربّيات والفاكهة الموضّبة على مدّ عينك والنظر … ما هذا يا جماعة؟ هل نحن في بيت المونة؟ أم في بيت جدّتي؟
لم تترك لوريس لخيالك أي فسحة لتتخيّل وتطلب… هنا، أطلب تجد!
وتحدّي …
حسناً، دعنا من الانبهار بالموجود على الرفوف، ولنجلس على طاولة في مكان ما… ولك أن تختار بين الترّاس على الشارع العام، أنيق وجميل ومريح وفي الهواء الطلق، يصلح للمراقبة، سيارة مارة ومن فيها وما فيها… مالنا ومال الناس؟
تعالوا نجلس في الداخل، صالة مبهرة، بألوانها ومفروشاتها وحيطانها وأكسسواراتها ومكمّلاتها، وكنباتها وثريّاتها… سيأخذك الديكور إلى حيث الخيال والجمال ومتعة الحواس…
لااااا … توقّف، خفّف تخيّلات، وتعال إلى الحديقة الخلفية، عند البحرة الشامية، والنافورة الصغيرة في الوسط، ستؤكّد لك أنك في حلم، لا في علم…
صحصح معي قليلاً، وتعال نطلب من طيّبات ما رزقناكم!
هات يا معلّم ما عندك…
لا تقرأ ولا تسأل، قل له أتيناكم طلباً للذيذ من مطبخكم، فهاتوا كل ما طاب ويطيب من الطيّبات!
يا مسكين يا بو مرعي، وقعت في شرّ أعمالك.. فتلقَّ وعدك بهدوء تام…
أولها تبولة لوريس… يا لهول البدايات، تبولة ليست كما عرفناها من أيام السفر برلك… هل أصفها لكم؟
سأحاول، وإن كنت أعرف أنها لن تطاوعني يدي..
تبولة لوريس يا إخوان، فيها جرجير وليس فيها برغل، يعني دخول فوري بالموضوع، لا برغل ولا من يبرغلون!
الفتوش… يا سيدي على الفتوش.
المقانق والخلطة السحرية باللحمة النقية، لا جلاميق ولا معاليق، لحمة ستعرف عندما تتذوّقها، أنها ليست كما ما تذوّقته على مدى عمرك الطويل..
الحمّص، المتبّلات، الرقاقات، الرغيف الصغير المحشو بالسجق والجبن والمستريح بهدوء على الفحم ليأخذ لونه الذهبي، ولتقرمشه حضرتك بقطمة واحدة، وتلتهم رفاقه في السلّة الصغيرة، قبل أن يشاركك أحد بها.
البطاطا الحرّة، بالكزبرة الخضراء والثوم والملوّنة بالبابريكا، وتأكلها بشوق كبير والحبّات الصغيرة تقرمش في فمك، فتستمتع بالطعم كما في المنظر…
حبّات صغيرة جداً جداً من فطائر الصفيحة، كل حبّة بحجم حص الزيتون، محمّرة بالفرن، وموضوعة في طبق معدني صغير ومغمورة باللبن الحلو … وكلّ يا سيدي ع العمياني ولا تدقّق.
تعالوا إلى بقلاوة الجبن، أظنّها واضحة… عجينة البقلاوة المحشوة بالجبن، والمحمّرة بالفرن لتصبح مقرمشة ولذيذة وتذوب بالفم…
وعلى سيرة المحمّرة، تعرفونها؟ المحمّرة الحلبية ما غيرها … جوز وفليفلة حمراء وكمّون وبهارات وزيت زيتون ولا تترك لغيرك شيئاً…
حمّص لوريس؟؟ هههوووو، هذه حكاية جريمة لا تُغتفر، فأنت لم تأتِ هذا المكان لتكتفي بالبطاطا والحمّص… ستجد نفسك غارقاً بغرام هذه المازة، هل أحدثكم عن ورق العنب بالزيت؟ سأتركه لكم للمفاجأة، كما الفتّة بأشكالها وألوانها…
ولكن مهلاً، أين المشاوي؟
يصل الطبق الملوكي، وفيه ما لذّ وطاب من المشويّات، لحم وكفتة وشيش طاووق … والتوابع من بصل وبقدونس وعليها السمّاق المحضّر خصيصاً لمحبّي مطبخ لوريس..
ستُصاب بتخمة لذيذة، إنّها تخمة لوريس، والباقي أتركه على الله، “والكاتبو ربّك بيصير”..
والآن سيّداتي سادتي، الحلويّات … معمولة بالجبن؟ تخرج من الفرن إلى طبقك مباشرة؟
لعمري ما سمعت عن مثل هذا…
غزل البنات، بالبوظة الشامية؟
وماذا بقي من كل هذا؟
بقي أن تكتفي من لذاذة مثل هذا العشاء السخي، وتقوم لتغادر، فيستوقفك جان ماري رياشي الذي تبدو في عينيه سعادة لا توصف بكل من دعاهم للعيد العاشر لأسرة لوريس، فيحمّلك علبة ثقيلة، فيها من كل ما اشتهيته على الرفوف كمّية، لكي لا تصيبه بالعين… نعم، يشركك بالطيابة واللذاذة كي لا تعود إلى بيتك وفي نفسك شيء من شغل ستّها للوريس..
مبروك لوريس، يا حياة قلبي مبروك..
هالفرحة جمعتنا
هاللقمة جمعتنا
هالمونة جمعتنا
وهالسهرة جمعتنا ..
كلنا اجتمعنا عند لوريس وغنّينا لها:
مبروك مبروك، يا حياة قلبي مبروك … وعقبال المية سنة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى