حضور اماراتي قوي في الادب والمسرح في روما
على إيقاع الموسيقى والغناء، الممزوجين بقصص الأجداد التي تتحدث عن تاريخ مشرف وثري بالأصالة الإماراتية، واصل مهرجان “أيام الفجيرة الثقافية في إيطاليا” مناشطه الحافلة بالعديد من الفعاليات التي تنقل تراث دولة الإمارات إلى الحضارة الغربية عبر بوابة العاصمة الإيطالية روما، وذلك في مقر السفارة الإماراتية بحضور عدد من سفراء ودبلوماسيي الدول العربية والأجنبية.
واستهل المهرجان الذي تنظمه جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة فعاليات يومه الثاني بتقديم فاصل مرئي لإمارة الفجيرة استعرض الكثير من معالمها السياحية والأثرية والنهضة العمرانية الكبيرة التي تحققت بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة.
وقدمت الكاتبة سلمى الحفيتي قراءة في رواية “الرضيف” والتي تتناول قضايا الإنسان في الرواية الإماراتية الذي اعتبرته الحفيتي موضوعاً متشعباً وعميقاً لا يمكن الإمساك بكل خيوطه في جلسة واحدة، ولأن الكاتب انعكاس لأبعاد مجتمعه.. في السياق نفسه، أوضحت الكاتبة الدكتورة وفاء أحمد، أن الإنسانية تمثلت وتجلت كثيراً بالفن بصفة عامة وبالرواية بصفة خاصة وأنه لا سبيل إلى عمل أدبي بدون قضايا تفرضها الرؤى الخاضعة للكاتب والأمم والشعوب في أزمنتها المختلفة ففي القضية نستطيع سبر أغوار العمل الأدبي ونصل على مكنون النص باحثين عن العلاقة الحقيقية بين العمل الأدبي وقضايا الإنسان الحقيقية.
وخصص المهرجان حيزاً كبيراً للتراث من خلال تنظيم أمسية تراثية تتحدث عن العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة والتي استهلها باحث التراث عبد الله الهامور مؤكداً أن المجتمع الإماراتي يعشق التراث، واستعرض الهامور في محاضرته “آداب وأخلاقيات من الإمارات” العادات الإماراتية من خلال عدد من المحاور أهمها: طريقة المصافحة وتحية الآخر، استقبال الضيوف والترحيب بهم، أدب التعامل مع كبير السن والجلوس في المجالس، وغيرها.. كما استعرضت آمنة الظنحاني في محاضرتها “المرأة في الامارات حضارة وأصالة” تراث المرأة الاماراتية بين الأصالة والتاريخ، وأوضحت أنه لم تغب عن ناظري مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أهمية دور المرأة الإماراتية في خدمة المجتمع.
وتضمنت مناشط اليوم الثاني للمهرجان عرض مسرحية “صدأ” من تأليف أحمد عبدالله الظنحاني وتمثيل عبدالله الخديم وأيمن الخديم وإخراج إبراهيم القحومي وتناولت المسرحية قصص أفراد يعبرون عن مكنوناتهم الداخلية والأفكار التي تدور في ذاكرتهم من خلال لجوئهم إلى سكة قطار مهجورة.. لا حياة تدب فيها اتخذت منها فئة من الأشخاص ملاذاً لترمي همومها وتشتكي العقبات التي تعرقل حياتها، وفي الختام تنتهي المسرحية في حوار بين بطليها فأحدهم يريد التغيير والآخر يريد أن يبقى الأمر على ما هو عليه.
كما خصص المهرجان ركناً في مقر السفارة الإماراتية للوحات في الخط العربي والفن التشكيلي وركن تراثي الذي استعرض جوانب عديدة من الحياة في الإمارات قديماً.