وليد توفيق … مش كتير هلقد!
كتب جمال فياض
عادي، وعادي جداً، أن يطلّ أحد كبار نجوم الغناء أو التمثيل في برنامج له شهرة وجمهور وانتشار. لكن تبقى لكل فنان نكتهه، وإطلالته وخصوصيته. وهنا الحديث عن إطلالة الفنان اللبناني وليد توفيق، والذي لم نختلف يوماً على أنه كان وما زال نجماً عربياً بكل معنى الكلمة. حوار ومزاح وبعض الأسئلة العابرة، لتكون حلقة تلفزيونية كاملة. هذا ما تعارفنا عليه وما عوّدتنا عليه الشاشات. لكن مع وليد توفيق كانت السهرة مختلفة، ونادراً ما تكون السهرات مختلفة. أما إذا سألتني بماذا اختلفت هذه السهرة عن غيرها من السهرات، فسأقول مباشرة، بالعفوية، والبساطة والتواضع، بالغناء العفوي الجميل الجميل الجميل. فلا جاء وليد توفيق ليعطينا مواعظ، ولا حاوره هشام حداد ليثبت لنا أنه أهم من لاري كينغ. هي سهرة بسيطة، منحتنا ساعة من الفرح والبهجة، وما أندر مثل هذه الساعات. وأحلى ما فيها، صوت وحضور وغناء واختيار وليد توفيق لما يغنيه لنا، مع فرقة موسيقية رائعة ومحترفة وفيها كل الجمال. وبأسرع من الخطف، يخطف الوليد قلبك وشعورك ومحبتك. فتعشق حضوره الآسر، وتقع مرة أخرى بعد عقود من الحب والإعجاب بحبّه، بل تجدد حبك له وإعجابك به.
نجومية وحضور هشام الجميل، لم تؤثّر على ضيفه، بل كانت إضافة له، فهشام عندما يحاور ضيفه، يصعّد حضوره لصالح ضيفه، فلا يأخذ من وهجه، بل يضاعف له الوهج. وهنا قوة هشام، الذي لا يرفض له فنان دعوة.
بساعة واحدة، أكّد وليد توفيق للمرة الألف وأكثر، أن النجومية ليست فقط بموهبة الصوت فقط، بل هي توليفة كاملة يضعها الله في بعض خلقه، فيحيطهم بهالة جاذبة، تحببّ خلقه به. ربما هو رِضى، ربما هو حظ، ربما هو حُسن النوايا، والله يعطي على حسب ما في القلوب …
سنختصر التحليل والتفسير، وبإختصار مفيد وأكيد، وليد توفيق سَحَرنا، وأطلق فينا الحنين الى زمانٍ كان فيه نجماً من ذهب، وهذا الذهب رغم الزمن ما زال حتى الآن، نجم النجوم وذَهَبهم، وما زال في مكانته في القلوب، نجماً نباهي به بين النجوم.