اخبار الفنكتب جمال فيَاض

الوليد الحلاني … رحلة الألف ميل بدأت !

كتب جمال فيّاض

منذ بدأ الفتى الجميل الوليد الحلاني خطواته الأولى بالغناء، وجد المتابعون فيه علّة واحدة، لا غير! فلا هم عابوا عليه صوته، ولا وجدوا في حضوره عيباً، ولا الوسامة كانت موضع خلاف، فقط كانت الثغرة، أنه يدخل عالم الغناء برعاية نجم كبير، فتح له أبواب الشهرة وسهّل عليه الظهور، واختصر له نصف المشوار. هذا النجم كان والده الفنان عاصي الحلاني. وعاصي الذي شقّ طريق نجاحه بصبر وجهد وشطارة وصل الى شهرة عربية واسعة، ونجاح كبير وضعه خلال فترة تعتبر قصيرة نسبياً، في الصف الأول وبين نجوم كبار، كان صعباً حشر إسم جديد بينهم. عاصي الذي دخل القلوب بصوته وحضوره وأغانيه وتحديداً لونه الغنائي الذي وجد فيه مساحة فارغة، فملأها بجدارة وشطارة وموهبة، ممزوجة بنعمة قلما يجدها الموهوبون… نعمة القبول وحب الناس.
عابوا على الوليد أنه حظي بدعم والده الفنان عاصي الحلاني، لا يناله المطربون الجدد رغم مواهبهم الكبيرة، هذا الدعم الأبوي إعلامياً ومادياً ترجمه البعض بأنه “الواسطة” . وغاب عنهم، بل تجاهلوا وأنكروا عليه موهبته، فأمعنوا بنقده نقداً كان أحياناً ظالماً، وغالباً غير منطقي أو مبرّر. وغاب عنهم أيضاً، وهنا النقطة الأهم، أن والده عاصي، وغيره من نجوم الصف الأول عربياً، نالوا هذا الدعم وهذه الرعاية في بداياتهم، الذي سهّل عليهم مشوار نجاحهم. فعاصي نفسه، نال دعم الراحل سيمون أسمر المخرج الكبير، الذي صنع نجوماً ما زالوا حتى اليوم في الصف الأول لبنانياً وعربياً، بدءاً من ماجده الرومي (إبنة الموسيقار الكبير حليم الرومي) ووليد توفيق حتى راغب علامه وربيع الخولي(الذي اعتزل في عزّ نجوميته) ووائل كفوري ونوال الزغبي ورامي عيّاش وعشرات الأسماء التي دعمها المخرج الكبير عبر برامجه الناجحة، وشركة الإنتاج وإدارة الأعمال (ستوديو الفن) التي كانت تحتكر النجاح. الفرق فقط، أنه كان الأب الروحي لهم، وليس البيولوجي. وقد نالوا جميعاً في جينه، نظرة الغيرة من أنه رعاهم دون غيرهم. وفي حين كنا نعرف أن سيمون كانت له نظرة ثاقبة في اكتشاف المواهب، كان أصحاب أنصاف المواهب يجدون ألف مبرّر ومبرّر لتبرير فشلهم، بالقول أن المحظيين فقط نالوا دعمه.
المهم، وبالمختصر، أعود للوليد، الذي لو يكن موهوباً ويستحق، لما دعمه والده، ولتركه يبحث عن مهنة أخرى، وعن مجال آخر يحقق فيه طموحاته كشاب يملك الكثير من الملكات غير الفنّية. ولكان عاصي دعمه بالمال لتأسيس أي شركة تجارية، أو إستثمارية، وهو قادر على هذا، بالمال، والعلاقات الواسعة.
الوليد الحلاني، وقف أمس في فرح إبنة مدير أعمال عاصي الحلاني، ماجد الحلاني. وفي هذا الفرح، دخل الوليد على الحاضرين بشكل ذكي وبمنتهى الحرفية، وحسبناه صاحب تجربة طويلة جداً في الوقوف على المسرح… شاب واثق، وسيم، خفيف الدم، قويّ الصوت، إختار للعروسين أغنية يبدو أنه أعدّها للمناسبة بذكاء وبكلمات من الشاعر الكبير نزار فرنسيس، وألحان عاصي الحلاني. ما أن بدأ بمواله الأول، حتى التمّ حوله الشباب والصبايا والكبار والصغار يغنون معه، وفي العيون فرحة واضحة به. في الغناء، الصوت سليم جداً، يذكرك بصوت عاصي وقوته في بدياته، الحضور، كان بمنتهى الجمال. شاب وسيم، في العشرين من عمره، يقف وقفة الواثق المتمكّن وصاحب الخبرة. لا ملاحظة على الحضور والوسامة، إلا الإعجاب والثناء.
لم يعد الوليد خاضعاً للتقييم ، فهو اجتاز الإمتحان من زمان، والعمل اليوم سيكون فقط بالبحث عن الجديد، عن أغنية ناجحة تليها أغنية ناجحة، ليثبّت نجاحه ويرسّخ ثبات الخطوة الأولى من رحلة الألأف ميل التي تنظره فيها الكثير من المطبّات التي لا بد منها، والتي يجب أن يكون مستعداً لها دائماً بالثبات الفني، والثبات السلوكي. فالسلوك الشخصي للفنان، له دوره، خصوصاً أن عين الصحافة والإعلام والجمهور عليه، مضافاً إليها حديثاً عين التواصل .
الإجتماعي.. فالكل ينتظر ويراقب، ولديه وسيلته للتعبير وإعطاء الرأي .
الوليد الحلاني، نجم بدأ وانطلق، والظاهر أنه سلك الطريق الصحيح نحو النجاح، فلنشجعه ليكون وجهاً جديداً يشرّف لبنان كما الذين سبقوه من كبار نجومنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى