اخبار الفنمنوّعات

قوة الكلمة في التربية الناجحة

فيتامينات نفسية

هبة موسى

لا يقدر الأطفال عادةً مدى دقّة الكلمة وقوّتها المعنوية لأنهم يخالون أنها عابرة ولا تكلّفهم سوى عناء تلفظها.

لذلك لا بد للأهل من التنبه الى هذه الخطوة، وتلقين أولادهم ضرورة استخدام المصطلحات الايجابية والتخلي عن السلبية منها.

يحصل ذلك من خلال ابعادهم عن الأجواء المجتمعية التي قد يكتسبون فيها مظاهر سلوكية لفظية سيئة، والحرص على عدم اظهار ملامح الكراهية تجاه أحد.

يمكنهم هنا الاعتماد على الحكم والقصص التي تصوّر مدى وقع الكلمة في النفوس، نظراً إلى سهولة رسوخها في الأذهان.

والأهم الحرص على التمتّع بالمظاهر السلوكية الايجابية كأهل، لأن الطفل يكتسب سلوكاته من أمه وأبيه بالدرجة الأولى.

النظرة تعطي مؤشرات مهمّة

لا يعي الطفل أن لنظرته وملامحه الشخصية أهمية في إظهار موقفه من الأشياء، وأن الآخرين يمكنهم قراءة ذلك بسهولة.

لذلك لا بد من تلقينه كيفية السيطرة على أدائه السلوكي من خلال تلبية حاجاته وامنياته وإشباعها، خصوصاً تلك التي تتعلّق بحاجاته الغذائية والترفيهيّة.

كما عليه أن يعي شخصيّاً ضرورة عدم التضخيم في التعبير عن آرائه او متطلباته والمبالغة في تصويرها.

كلّ ذلك أساسه التوثيق في تفاصيل حياة الطفل الشخصية وإغنائها بالأنشطة والمهمات التي تنعكس إيجابياً عليه، وتجعله يكسر روتين وقت الفراغ الذي يتسبب له في مبالغاتٍ سلوكية تجعله يبحث عن تفاصيل سلبية لضمان المرح، كالإقدام على الاستهزاء بالأطفال الآخرين وضربهم واستخدام مظاهر العنف في التعبير عن الذات.

القليل من الكلام، خطوة مثالية

يجب أن يفصل الطفل عالمه الأسري عن العالم الخارجي، وهذا أساسٌ في تلقينه كيفية احترام الآخرين.

وهذا لا يتم سوى في حال وثّق الولد علاقته بأهله واعتبره الجزء الأهم من عالمه الخاص، مما يجعله يبتعد عن مظاهر السلوك السلبي ويجعله يعي كيفيّة التصرّف أمام الآخرين وفصلهم عن حياته المنزليّة.

وعلى الأهل هنا المحافظة على مبدأ الإقلال في الكلام وعدم ادخال ابنهم في تفاصيل حياتهم الخاصة وابعادهم عن مشاكلهم الشخصيّة قدر المستطاع.

هذا إضافةً الى حضّه ضرورة عدم الوثوق بالآخرين مهما بدا له أنهم متعاطفون معه، والاكتفاء بالتحدّث عن الأمور الايجابية والفرحة عوضاً من التحدّث عن المواضيع الحزينة والمخيفة.

الحوار بدلاً من العنف

من أكثر الاستراتيجيات الخاطئة التي يلجأ بعض الأهل الى استخدامها مع أطفالهم، تحريضهم على الشجاعة الزائفة المبنية وعدم السماح لأيٍ كان بإيذائهم بل الدفاع عن أنفسهم جسدياً.

هذا ما يجعلهم يفقدون مظاهر احترام الآخر ويجعلهم يلجأون الى العدائية دائماً.

من هنا لا بد من نصحهم باستخدام الحوار والابتعاد عن مصدر المشاكل السلبية والاقتراب من الأجواء الإيجابية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى