هكذا صار ملحم بركات موسيقار لبنان …

هل تذكرون؟ هكذا صار ملحم بركات “موسيقار”…

خاص – أضواء المدينة

كتب جمال فياض

عندما كتب جورج ابراهيم الخوري، وهو الكاتب الصحفي الكبير ورئيس تحرير مجلة الشبكة العريقة، كلمات “أنا والقمر والنجوم”، إقترح أن يلحنها أحد كبار الملحنين اللبنانيين. فقدمها لملحن لبناني شهير، معروف بنجاحاته، وهو ملحن لم يخرج بألحانه عن الروح الشرقية الطربية للأغنية اللبنانية، والعربية. وبعد أسابيع، أعادها الملحن الشهير معتذراً بأنه لن يتمكّن من تلحينها، وكان يردّد أنها غير موزونة شعرياً لتلحينها. البعض اعتقد أنه خاف من تقييم جورج ابراهيم الخوري، وهو صاحب النص، وصاحب التاريخ في السمع والتقييم والنقد الفني. فما كان من الخوري، إلا أن حوّلها الى الفنان ملحم بركات. وكان ملحم ملحناً شهيراً حقق أعمالاً تنوّعت بين الشعبي الخفيف والكلاسيكي الثقيل. فتصدّى بركات للأغنية ووضع فيها كل جهده ومواهبه، رغم أن النص المكتوب، لم يكن شعراً موزوناً تماماً. وهو أقرب الى النثر منه الى الشعر الغنائي. ويقول ملحم بركات، تحدّيت نفسي وأنا أفكّر أن “المحبّة” المأخوذة من كتاب جبران خليل جبران “النبي”، ولحنها عاصي ومنصور الرحباني، لم تكن قصيدة شعر موزون. فلماذا لا ألحّن أنا مثل هذا الكلام؟ ولحنتها لتغنيها ميشلين خليفه. ويومها قدمتها ميشلين خليفة التي سماها جورج ابراهيم الخوري “الأسطورية الصوت” على مسرح جورج الخامس. وقاد ملحم بركات الفرقة الموسيقية بنفسه، لثلاثة أشهر متتالية. وكان الجمهور يقبل من كل المناطق لسماع اللحن الرائع والصوت المذهل والموسيقى البديعة. وأمام هذا النجاح الكبير، أطلق رئيس تحرير الشبكة على ملحم بركات لقب الموسيقار. وسط استغراب باقي المطربين والملحنين. لكن الموسيقار تابع مشواره بنجاح، إستحقّ به لقبه وثبّته ليكون ملازماً لإسمه… الغريب أن هذه الأغنية البديعة بالذات، لم يذكرها أحد من الصحفيين، ربما لأن أغلبهم جاء على سيرة ملحم بركات من خلفية لا تقارب التقييم الغنائي لأعماله الموسيقية والمعلومات الفنية والخبرة الغنية بأسلوبه كملحّن. وسواء ذكروها أو تناسوها أو نسوها، سيظلّ ملحم بركات ملحناً عبقرياً وتبقى ميشلين خليفة أسطورية الصوت. وسيشهد خبراء الغناء والموسيقى بأن “أنا والقمر والنجوم” من أروع ما قدمه ملحم بركات بأروع صوت هو صوت ميشلين خليفه.