اخبار الفنكتب جمال فيَاض

بلقيس فتحي … لي مع والدها أحمد فتحي حكاية مصرية!

كتب جمال فيّاض

منذ سنوات بدأ نجم المطربة اليمنية (الإماراتبة) بلقيس فتحي يلمع في سماء الخليج العربي. وقد تكون بلقيس أحمد فتحي محظوظة أكثر من غيرها من الفنانات الصاعدات، لأنها من بيت فني معروف. وهي إبنة فنان موقعه في مكان متقدّم من الشهرة والجماهيرية والموهبة. وعلى الصعيد الفني لا بد من التنويه بثقافة بلقيس الفنية الموسيقية الغنائية. ولا بد من الإشادة بصوتها وتقنياتها العالية، مضافاً إليها موهبتها كخامة صوتية مميزة. وقد لا أذيع سرّاً إذا قلت أن لبلقيس فتحي جماهيرية تتسع يوماً بعد يوم، الى خارج الخليج. وهو أمر إيجابي يجدر بها تنميته والتركيز عليه. وهذا أمر أشدّد عليه بإستمرار لكل الفنانين، أن يخرجوا من المحيط وألا يكتفوا بنجاحهم –الخليجي- المحلي. لكن لوالد بلقيس الفنان اليمني أحمد فتحي معي حكاية تستحق أن تُروى. فقد كنت يوماً في القاهرة أزور الصديق والزميل الصحفي والإعلامي إمام عمر في مكتبه في الإذاعة المصرية. وكان في حينه يشغل موقعاً إدارياً رفيعاً. لا أذكر ما هو بالضبط، لكني أذكر أنه كان من أصحاب القرار فيها، خصوصاً من ناحية تصنيف الفنانين وإعتمادهم مطربين في الإذاعة المصرية. وبينما كنا نحتسي القهوة ومعنا الفنان الراحل صلاح عرّام رئيس “الفرقة الذهبية”، وهي الفرقة  الموسيقية الشهيرة التي رافقت كبار المطربين في معظم حفلاتهم ومهرجاناتهم الغنائية، مثل فريد الأطرش ونجاة الصغيرة وفايزه أحمد وغيرهم. والشاعر الغنائي الرقيقي الراحل محمد حمزه الذي كتب لكل النجوم المذكورين أ مل أغانيهم..
وخلال الجلسة، دخل أحد الموظفين على الزميل إمام عمر ومعه لائحة من مجموعة أسماء مطربين عرب، تقدّموا لإمتحانهم وإعتمادهم بالإذاعة المصرية كمطربين، ففي مصر لا يمكن لمطرب أن يغنّي في الإذاعة والتلفزيون ودار الأوبرا إذا لم يكن معتمداً رسمياً من الإذاعة ولجنتها. ولست أدري إذا كان من حقي أن أحكي ما حصل رغم مرور أكثر من عقدين من الزمن على هذا الأمر. فقد أخذ الأستاذ إمام عمر اللائحة، وسأل الأستاذ صلاح عرّام ، هل تعرف مطرباً يمنياً إسمه أحمد فتحي؟ فقال له :”لا، ما عرفوش. تلاقيه شاب جديد جاي مصر”. فقال إمام لمساعده، أعطه موعداً بعد خمس أو ست شهور، يكون إتدرّب أكتر على الغناء .  وضحك الجميع، فقاطعتهم وقلت لهم :”لأ، مش صحيح الكلام أبداً أحمد فتحي فنان يمني صاحب إسم كبير وصوت جميل وهو فنان قدير في بلده وفي الخليج”. ونظر إمام عمر إلي وسألني فوراً إنت تعرفه؟ فقلت:”شخصياً لا أعرفه، لكني أعرف عنه كثيراً، فأنا أحتفظ بعدد من أشرطته الغنائية الكاسيت، وقد تعرّفت على أغانيه وصوته عندما زرت اليمن منذ أعوام”. عندها إلتفت إلى مدير مكتبه وقال له، ما دام كده يبقى حدّد له موعد الأسبوع الجاي. وشوف اليوم اللي بيناسبه من اليومين اللي تعقد فيهما اللجنه إجتماعاتها لسماعه”. قد تكون الفرصة لم تسمح لي أن ألتقي بالفنان أحمد فتحي لأخبره بهذا الموقف، لكن صوت بلقيس جعلني أتذكّر هذا الأمر، وأن أكتب القصة هنا. وربما لأخبرها أني معجب بأبيها من زمان، وربما قبل أن تولد هي…
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى