اخبار الفنكتب جمال فيَاض

الناس الحلوة في الرياض …

كتب جمال فياض – الرياض

ليست المرة الأولى، لكنها الأحلى . ليست المرة الأولى التي أزور فيها الرياض، في المملكة العربية السعودية، ولا هي المرّة الأولى التي أزور فيها المملكة من جدّة الى العلا الى الرياض. لكن الزيارة هذه المرّة كانت أحلى، وأجمل وأكثر دفئاً. ففي الزيارات السابقة، كانت الرحلة تبدأ من المطار، الى الفندق، الى مكان العمل أو الحفل الذي أتينا لحضوره . فتكون كما يسموها”رحلة عمل” خالصة.
هذه المرّة، كانت الزيارة أهلية أكثر، ودافئة أكثر. فقد تلقيت دعوة من برنامج “هذا مكانك” الذي يتم تصويره لصالح شاشة تلفزيون “إس بي سي” السعودية، والذي يقدمه النجم السعودي ومقدّم البرامج هشام الهويش،الذي عرفناه نحن في لبنان من خلال مشاركته في برنامج “ستار أكاديمي”. بدأت الزيارة بالوصول الى فندق “نرسيسوس” الذي فيه خصوصية وأناقة الديكورات المبهرة، ودفء المكان الفخم بشّرنا بإقامة مميزة. أول الملفت في الفندق الجميل جداً، الإستقبال الجميل والكريم من موظفيه، وكانوا من السعوديين… وعندما تجد إبن البلد يرحب بك ويهتم بك ستعرف أن الأمر سيكون مختلفاً تماماً عن استقبال موظف أجنبي، لا يبتسم ولا يحييك ولا يرى فيك سوى نزيل أشبه ما تكون بعابر سبيل .
هنا الهلا والمرحبا والحيّاك الله ونوّرتنا وأبشر .. كلها سعودية بالتمام والكمال، يعني عرب ، هم أهلك وناسك. هذه فرحة لا يشعر بها سوى من عاشها!
كيفما مررت ستجد تحية وفنجان قهوة عربية وحبة تمر لذيذة أمامك، ويا سلام على الإبتسامة الجميلة المليئة بالحب والودّ.
في المساء يدعونا زميلنا وحبيبنا وصديقنا ومدللّ النجوم كلهم فراس حليمه الى العشاء في مطعم “شبابيك” الأنيق، في مجمّع يضجّ بالحياة والناس، وبرفقة نجمة سورية الجميلة الفنانة أمل عرفة، ستكون السهرة كلها ضحك ولعب وجدّ وحب… فحضور أمل كما نعرفه، كله ضحك ، وخفة دم ولعب بالكلام والظُرف… وجدّ عندما نتكلّم ونتناقش في الدراما وما تنتجه شركات الإنتاج في بيروت ودمشق والقاهرة، ومسلسلها المميز “أغمض عينيك”… أما الحب، يا روحي عليه… ففي قلب أمل حبٌ كبير لا يمكنك إلا أن تشعر به في كل كلمة وعبارة.
سألنا فراس حليمه، كيف وجدتم الرياض؟ فأجابته أمل ، وهي التي تزور السعودية لأول مرة، “كلها حنان … هذه المدينة تشعرك بالحنان”.. فتستفزني العبارة، لأقول لها، وأخيراً وجدت التعبير الصحيح، هي فعلاً “مدينة دافئة فيها حنيّة الأهل”… هؤلاء الناس في الرياض فيهم أحلى المشاعر وفيض من الحب”…
في مقهى هاديء وجميل، يطلّ على شارع ينبض بالحياة، جلسة طويلة مع أستاذنا في البدايات، الذي منه تعلّمنا كيف تكون صحفياً، وطبّاخاً صحفياً ممتازاً… على مائدته الصحفية مجلة “ألوان” تتلمذنا وجلسنا سنوات نخطو خطواتنا الأولى بعد الشهادة الجامعية.. إنه مرعي عبدالله، المعلم والأستاذ، يقيم اليوم بين بيروت والرياض، وهي فرصة أن نلتقي في مدينة يحبها، وفيها كانت زراعة نجاحات “ألوان” وحصاد الكثير من النجاح… والجلسة مع مخضرم لا يمكن أن تملّ منها، فكيف إذا كانت مع صديق عمر، وأستاذ لم نعرف منه سوى كل الحب والنقاء والوفاء؟
جرعة حب وشغف مع ذكريات وحكايات وتجارب السنين الحلوة، وحديث الأستاذ الممتع، والنظيف الكفّ منذ البديات حتى اليوم…
في اليوم التالي، الى الستوديو، وهناك فريق من العاملين، سعوديون ولبنانيون، والترحاب السعودي بنا، كان عصيّاً على الوصف. كل فريق الإعداد والمصورين والتقنيين استقبلونا وكأننا جئناهم بعد شوقٍ ولهفة…
صوّرنا حلقة تلفزيونية ممتعة، ما تركنا أمراً فنّياً إلا وتحدثنا عنه… هشام الهويش محاور جميل ولطيف وأليف وخفيف الدم، وكله حيوية … فريق العمل، محترف وأكثر، فما فاتهم تفصيل إلا وانتبهوا له، وشعرت وكأني في ستوديو عالمي الجودة في التنفيذ، وصوّرنا الحلقة بوقت قياسي، وكأننا كنا على الهواء مباشرة… وهذا أمر طبيعي طالما المخرج هو الكبير باسم كريستو…
طبعاً، لن يفوتني التنويه بالحوار وإعداد الفقرات، فنحن أبناء العمل التلفزيوني نعرف جيداً حجم الجهد في كل عمل، وخبرتنا هنا تمنح هذا الفريق الجميل أعلى نقاط النجاح، هذا برنامج متكامل يجذب الإعجاب في التنفيذ، فكيف لا يحقق أعلى نسب المشاهدة؟ وهنا تبدو ذكاء وحرفنة ايلي رزق وفراس حليمة وكل من يشارك في هذا المشروع التلفزيوني الكبير.
في اليوم التالي، ننزل الى الشارع، الى الأسواق ، الى الحياة ..
هنا الرياض، والناس الحلوة، اللي بتضحك على طول.
في الرياض، يصنع السعوديون بهجتهم، فنصاب نحن الزوار بالعدوى.. عدوى حب الحياة، والتفاؤل بأن الآتي أجمل …
شكراً، لكل السعوديين الذين التقيناهم في المحلات والمولات والمطاعم والمقاهي والستوديو والمطاروسوقه الحرّة وكل مكان … على الحفاوة والحب والإبتسامة واللطف،في كل مكان كنتم فيه…
وما أجملكم وأنتم بناة وطنكم وعمّاله …
الى اللقاء …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى