اخبار الفنرأي
أخر الأخبار

حكايات ابو سمرة

بقلم: محمد المكاوى

قبل رحيله بأشهرقليلة أهدانى النجم الراحل ومتعدد المواهب سمير صبرى كتابه “حكايات العمر كله”والذى يحمل صفحات من قصة حياته ويروى فيه مواقف وذكريات جمعته مع نجوم زمن الفن الجميل على مدى أكُثر من نصف قرن من الزمان..
والجميل أن كثير من هذه الحكايات تكشف لنا بعض الأسرار الخفية عن هؤلاء النجوم وعن النجم سمير صبرى نفسه و كما وصفه مفيد فوزى فى مقدمة الكتاب بـ”فنان البهجة”،مع أن الإعلام المكتوب والمسموع والمرئى لم يترك شاردة ولاواردة عنهم إلا وتناولها ..سواء وهم احياء يقدمون ابداعهم او بعد رحيلهم.
وفى واحد من فصول هذا الكتاب حيث يتحدث عن الموسيقار الكبير محمد الموجى واختار لهذا الفصل عنوان”محمد الموجى.. مكتشف النجوم” يقول فيه:
“من ضمن كبار النجوم الذين كان لى حظ لقائهم عند العندليب الموسيقار العظيم فنا وخلقا محمد الموجى ،الفنان صاحب صاحبه الذى قدم أجمل الأنغام لكبار نجوم الغناء فى مصر والعالم العربى والذى لولا الخلافات المتكررة بينه وبين صديق عمره حليم،فى مراحل مختلفة من صداقتهما لم نكن لنسمع أحلى الحان محرم فؤاد والتلبانى وماهر العطار وكمال حسني وهانى شاكر وغيرهم ممن اكتشفهم وقدمهم الموسيقار محمد الموجى،فى اوقات خلافه مع حليم.
وفى موضع آخر من الكتاب يقول عن الظهور الأول للمطرب الكبير هانى شاكر:”قدم لى الموسيقار محمد الموجى الصوت الجديد،الذى اكتشفه فى ذلك الوقت ويرعاه هانى شاكر والذى كان ظهوره الأول فى التليفزيون مع الموجى فى برنامج “النادى الدولى”، ذلك البرنامج الذى كان موعد تصويره معروفا لدى الجميع ، وأثناء تسجيلى إحدى الحلقات ،فوجئت بالموسيقار محمد الموجى يدخل الأستوديو دون موعد ومعه شاب صغير يحمل عودا فى يده، ورحبت به قبل بداية تسجيل الحلقة،وكالعادة كنت اعتدت تسجيل الحلقات دون توقف لمدة 3 ساعات على ان يتم معالجة الحلقة لتظهر بالشكل المطلوب فى المونتاج.
سألت الأستاذ الموجى عن سبب حضوره فقال لى:”انا جايبلك الصوت اللى هايقعد صاحبك فى بيته” والموجى ابن بلد ..واضح وصريح ولكنه كان كثير الخلافات مع عبد الحليم حافظ،بسبب تحيزحليم أحيانا لبليغ حمدى اكثر من الموجى.
سلمت على الوجه الجديد وهمست للأستاذ الموجى “ليه نقعد فلان او فلانة فى البيت؟الأفضل نضيف صوت وموهبة جديدة الى حديقة الفن المليئة من اكتشافاتك الرائعة مثل فايزة احمد وعبد الحليم الذى كان لك الفضل فى اكتشافه”، فقال لى الموجى:”لا.. ماتجيبش سيرة صاحبك ده .. انا جايب موهبة جديدة ستغنى لحن جديد لى، وماتجيبش سيرة صاحبك اثناء التسجيل أرجوك”.
بدأنا التصوير وتوالت الفقرات حتى وصلنا الى فقرة الموجى ،وقدمته فى البرنامج مستعرضا اهم الحانه،ثم قدمت الموهبة الشابة الجديدة التى اكتشفها،وقال الموجى: “هذا الشاب سيكون له مستقبل كبير،وانا لحنت له أغنيتان سيغنى لك واحدة منهما الآن، وبدأ الشاب هانى شاكر يغنى، ثم فاجئتهما اثناء التسجيل،وسألت الموهبة الجديدة هانى شاكر:”لمن تحب أن تستمع؟”،فأجاب بحسن نية:”عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم،وكل ألحان الأستاذ محمد الموجى”فطلبت منه أن يغنى أغنية من الحان الموجى،فغنى “أنا قلبى إليك ميال” رائعة فايزة احمد،ثم طلبت منه أن يغنى أغنية لعبد الحليم حافظ من ألحان الموجى،وهنا اصفر وجه الموجى،وكان يريد ان يضربنى بالعود .. غنى هانى شاكر،”صافينى مرة” وبدأ الموجى يعزف معه بعد تردد ،وانتهت الحلقة التى شهدت الظهور الأول لهانى شاكرعلى شاشة التليفزيون، وبعدها أحضر لى الأستاذ محمد الموجى الموهبة الجديدة على الحجار،ليتم تقديمه من خلال برنامجى، الذى كان له الفضل فى تقديم عدد كبيرمن النجوم وبعضهم للأسف مصاب بفقدان الذاكرة،خاصة فيما يتعلق ببداياته.
وينهى سمير صبرى هذا الفصل من الكتاب بحكاية غنائه من الحان الموسيقار محمد الموجى فيقول:
فى احدى الليالى طلبنى الموجى،وكان يتحدث من منزل الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد وبادرنى قائلا:”عاوزك هنا بعد 5دقائق،مهم جدا اوعى تتأخر”، ووصلت لأجد الموسيقار الكبير والعظيم فنا وخلقا يقول لى:”عبد الوهاب محمد كتب أغنية متفصلة عليك،وعلى الجو اللى بتعمله فى الحفلات،وانا لحنتها دلوقت ..تانجو جميل اسمع ياسيدى الكلام:”تسمحيلى الرقصة دية..تسمحيلي دانت سحرك شدنى من مطرحى ..سبت كل الناس وجتلك بإعتزازى انحنيلك ..تسمحى”.
جلست استمع للأستاذ وهو يعزف اللحن لأدخل التاريخ وأصبح عضوا فى أكاديمية هذا النهر الضخم ،الذى قدم أجمل الأنغام لأجمل أصوات الغناء فى العالم العربى.

والى حكاية اخرى
من حكايات العمر كله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى