رأياخبار الفنثقافةكتب جمال فيَاض

رشميّا … ومنها سأحبّ لبنان أكثر وأكثر !

كتب جمال فيّاض

من السيدة سلوى خطار رئيسة مهرجان رشميا لتكريم مبدعيها،والمربّية وإحدى الشخصيات الناشطة والفاعلة في مجتمعها، تلقيت دعوة للمشاركة بمهرجان تكريم كبار مبدعي البلدة الجميلة، وبرعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، لبّينا الدعوة مع حفل كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية، ورجال الأدب والشعر والقانون، ومجتمع هذه البلدة الجميلة الساحرة. وعندما طلبت مني السيدة خطّار أن ألقي كلمة في المهرجان، إستغربت قليلاً الطلب، فأنا سمعت كثيراً عن رشميا لكني لم أزرها من قبل، سوى عابراً منها الى بلدة “الرملية” القريبة منها لمناسبة الإحتفال بتكريم الشاعر الراحل أنور سلمان. أفرحتني الدعوة، لا لشيء، سوى لأني شعرت بأني يجب أن أكون في كل بلدة من لبنان، وأن أترك فيها أثراً أو عطراً أو كلمة. فأنا الذي أعشق لبنان، وأحبه حبّ الروح للجسد، قلت يجب أن أكون وأن أجلس فيها وأن أتكلّم معها ومع ناسها. ولبيت الدعوة سعيداً، مبتهجاً وكأني أزور مدينة كبيرة بعيدة مشهورة بجمالها. وهناك كانت المفاجأة، هناك وجدت ترحيباً لبنانياً حقيقياً. في رشميا اكتشفت أني لي محبين وأصدقاء يعرفوني من بعيد وعبر الإعلام، وفتحوا لي قلوبهم، وصافحتهم بكل الودّ الذي أكنّه لكل لبناني أينما كان ومهما كانت إنتماءاته. في رشميا تعرّفت على أجمل الشخصيات المكرّمة، منهم من حضر وسعدت بالسلام عليهم والحديث معهم، ومنهم من رحل وقد سمعت عن سيرتهم العطرة وإنجازاتهم من خلال من اعتلوا المنبر للحديث عنهم، وتسلّم جائزة تكريمهم بعد الرحيل.

والأجمل، أيضاً أني استمعت لمحاضرات من شخصيات أدبية، تركت كلماتهم أجمل الإنطباعات عندي وعند الحاضرين. وعندما وقف وزير ثقافتنا محمد وسام المرتضى ليتحدّث عن رشميا وشخصياتها وأدبها وثقافتها وعلم أبنائها، أطال وأسهب وأجاد ، وشوّقنا الوزير الوسيم والأنيق لسماع المزيد من هذا الحديث الممتع، والمليء بالمباديء والمثاليات التي نادراً ما نسمعها من وزير أو مسؤول سياسي أو ثقافي. واكتشفت أنا الذي لا أحب الثناءات والمجاملات، أن وزير ثقافتنا، يستحق مكانه وبجدارة.

في مهنتنا الإعلامية، نتلقّى مئات الدعوات، ونشارك في مئات المناسبات والمهرجانات والإحتفالات، لكن نادراً ما نخرج بمثل هذه الإنطباعات الإيجابية عن إحتفال، كنا نعتقده رتيباً، ووجدناه ممتعاً ومفيداً.

قبل رشميا، كنت أفكّر بطريقة فيها بعض الإهمال، وبعد رشميا صرت أفكّر بطريقة مختلفة… من الآن فصاعداً سأجول بين بلداتنا اللبنانية الجميلة أكثر، سأتنقّل بين مدن وبلدات وقرى لبنان، من شماله الى جنوبه، ومن شرقه وبقاعه الى غربه وساحله. سأحاول قدر المستطاع تلبية الدعوات، أو أن أدعو نفسي لزيارة أي مكان. لأكتشف أن في بلدنا الكثير من الجمال، الذي يجب أن نكتشفه أكثر، لنحب لبنان أكثر وأكثر، ونتوحّد بقلوبنا لا في كلامنا أكثر وأكثر وأكثر.

شكراً رشميا وشكراً سلوى خطّار !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى