اخبار الفنمشاهير

جمال فياض و طارق الشناوي و تقييم نهائي للدراما الرمضانية

حسن شرف الدين

لم تكن الدراما الرمضانية لهذا العام عادية، فمنها من لاقت نجاحًا كبيرًا ومنها فشلت فشلاً ذريعًا، وبعد انتهاء الشهر الكريم وكما عودانا، أطل الناقد الفني المصري طارق الشناوي و اللبناني جمال فياض لتقييم المسلسلات بشكل نهائي.

فعن تقييمه الأخير لمعظم المسلسلات، قال طارق الشناوي:” لا يمكنني ان اقول في المطلق مقبولة او مرفوضة، لكن يمكنني ان اقول انه كان هناك تعدد لوجهات النظر، وبالتالي حتى المتابعين على السوشيال ميديا يختلفون، مثلاً في مسلسل “إمبراطورية م” النهاية كانت متوقعة بأنهم لن يغادروا البيت و شاهدناها في أعمال كثيرة، المكشلة ليست في التوقع إنما في المط بالأحداث و التي أثرت على الإقاع، الحلقة الأخيرة هي من جزبتنا بينما في الحلقات السابقة كان المط و التطويل مسيطر عليها بطريقة تشعر المتلقي بالملل، يوجد نهايات حتى لو كانت متوقعة تكون متوافقة مع الحالة، مثلا مسلسل العتاولة انت في النهاية دخلت في شروط اللعبة مع كاتب العمل الفني و المخرج خالد موسى و الأبطال، حتى النهاية كانت لعبة خاصةً انهم مهدو لجزء ثاني، بينما مسلسل “كوبرا” النهاية كانت ذكية من المخرج ان يلعب بإسم نجمة كضيفة شرف في الجزء الأخير من الحلقة.”

وأضاف:” نهاية مسلسل “بدون سابق انذار” كانت سريعة، بمعنى ان النهاية كانت توفيقية او تلفيقية لترضي ذائقة المشاهد لأن العمل مليئ بالميلودرامية، بدأ قوي جدا ووصفته بعبور حواجز الدراما، ثم في النهاية وكأن احد نصحهم بأن ينهو القصة ببهجة لأن المسلسل كئيب، لكن بالنسبة لي ارى ان النهاية خارج العمل الفني، رغم انني كنت من اكبر المعجبين به، مسلسل “جودر” نهايته جميلة خاصةً ان جودر المصري له جزء ثاني، والنهاية متوافقة مع الجو الساحر الذي قدمه المخرج إسلام خيري مع الحالة التي كتبها انور عبدالمغيث مع اداء الممثلين.”


من جانبه، أشار الناقد الفني الللناني جمال فياض إلى ان الدراما العربية تعاني من أزمة كتاب، قائلاً:” مشكلة الكتاب الأساسية انهم يتركون النهاية ” متل لمعلق و المطلق” بحسابهم إذا نجح العمل او حقق مشاهدات عالية يتركون الباب مفتوح لإحتمالية الجزء الثاني، اغلب المسلسلات تنتهي بشكل ان يتحمل العمل التكملي و النهاية، مثلا مسلسل “كوبرا” الذي لم نفهم قصته كوميدي او اكشن او مغامرة لم افهم المسلسل و المنطق المتبع فيه، انتهى بمشهد مع الفنانة مي عزالدين، يعني انا افهم ان هناك احتمالية لجزء ثاني من بطولة مي عزالدين مع محمد امام.”

وعن مسلسل “ولاد بديعة” قال : ” حتى مسلسل “ولاد بديعة” حدد للكل هويات جديدة او مهن جديدة واصبح المشهد بين كوميدي و مسرحية، المنتج اصبح كوميدي و المؤتمر الصحفي له يضحك، وهم يلمحو على منتج سوري بإعتبار انه اتى من عالم التجارة و اصبح يود ان يعمل في الإنتاج الدرامي وتحديدا في الحارة الشامية، لكن في النهاية النهايات كما قال الصحفي الشاطر من يجذب القارئ وكيف ينهي، اما في ما بين فهي شطارة الممتاز من الصحافيين الذي يجعلك تقرأ المقال كله دون ان تقفذ بين السطور، في الدراما يبدأ هكذا، تكون البداية جيدة وفي نصف المسلسل يكون عبارة عن مط في الأحداث، ثم يترك النهاية مفتوحة لجزء ثاني.”

وأضاف :” اغلبهم يحاولون البداية بقوة، لكن المشكلة تكون في الوسط، اول خمس حلقات يعلقون المشاهد بالعمل، ثم عشر حلقات مط و تطويل وفي اخر كم حلقة تكون النهاية سريعة، مثلا الحلقة الأخيرة من “ولاد بديعة” احداثها تقسم على عشر حلقات، الكاتب ليس متطرًا لكتابة 30 حلقة ان لم يكن لديه افكار كافية، يمكنه ان يكتب 15 حلقة، للأسف انا هذه السنة راضي عن 30% من المسلسلات، لكن 70% سواء بمصر او لبنان او سوريا فيها استرخاص او استسهال للموضوع، يبدو ان الجميع ينتج لأن هناك مشتري، المشكلة عندما يتوقف المشتري عن شراء هذا المنتج سينهار الجميع، الدراما اليوم مبنية على التجارة، و الربع فقط متمسك بفكرة او بمشوار معين، الكثير يحزن عندما نتكلم، لكن هذه الحقيقة المرة، اغلب الأعمال نصوصها ضعيفة، و ممثلين عبارة عن حشو، ويوجد مشكلة عند المخرجين يستسهلون دور الكومبارس، يوجد مشهد يمر به الكومبارس لثانية واحدة يؤثر على المسلسل كله عندما يتصنع التمثيل، لا يستهين المخرج بأي ممثل حتى لو كان يظهر بنص مشهد.”


وبعد أن لاقى مسلسل “جودر” إعجاب الناقدان، شارك مخرج العمل إسلام فوزي في الحلقة عبر إتصال هاتفي تحدث من خلاله عن المسلسل بشكل عام.

وكشف المخرج المصري أن ” المسلسل كُتب ثلاثين حلقة، وكان من المفترض عرضهم على التوالي، لكن بسبب ضيق الوقت لم نتمكن، وأيضًا رأينا ان عرضهم كثلاثين حلقة متتالية سيأثر على جودة المسلسل ككل، فكان من الأفضل ان نقسم العمل إلى جزئين.”

وأشار إلى أن ” صعوبة هذا النوع من الأعمال، اننا نقدم عمل خيالي ليس موجود في الواقع و نحاول الوصول لمصداقية واقعية، فكان علينا ان نحسن الإختيار لعدم الخروج عن القصة خصوصا في الإنتقال من الواقعية إلى الإفتراضية.”

أما عن العقبات التي أثرت على العمل، قال:” الحريق لم يؤثر على العمل، فهو كان في أخر أيام التصوير، العمل صعوبته من البداية بأننا منذ مدة طويلة لم نقدم قصص من هذا النوع، فكان هناك قلق من نتيجة هذه الخطوة، والقلق كان عاكس على المنتج و الممثلين.”

أما عن دور شهرزاد التي قدمته ياسمين زئيس قال: ” من البداية، شهرزاد تروي القصة لشهريار الذي يتوقع نفسه بطل الحكاية، والقصة تؤثر عليه في الحياة العادية، فرأيت ان هذا الحل المناسب.”

وختم فوزي: ” هناك نقاط كثيرة متشابهة بين “جت سليمة” و جودر” فأنا أحب هذا النوع من الروايات، اشعر انها تمتلك مساحة من الخيال و المتعة نفتقدها في الأعمال المعاصرة بسبب الظروف، و الجمهور اعتاد عليها، اما في الأعمال هذه يكون لدي مساحة كبيرة من الخيال و الإبداع و متعة اكبر.”

وفي العودة إلى الناقد الفني جمال فياض، الذي تحدث عن السنما بشكل عام و اللبنانية بشكل خاص قال:” يجب ان نأخذ بعين الإعتبار ان السينما في لبنان شبه معدمة، ولا يوجد جمهور سينمائي إلا للأفلام الأمريكية ذات الإنتاج الضخم والتي تتابع بمتعة على الشاشات الكبيرة مع المؤثرات الصوتية، اما الفيلم العربي و اللبناني وهذه الأفلام بسطية الإنتاج التي كانت جيدة ولم تعد فوق العادي لم يعد لديها جمهرر إلا نادرا و قليلا، في المقابل اصبح يوجد في المملكة العربية السعودية صالات سينما جديدة وعادة السينما بعد غيبة طويلة جدا واصبح هناك جمهور بحاجة لهذه الأعمال .”

وأضاف:” طبعا السينما في مصر لها جمهورها، فهذه الإنتاجات تكون فيها استفادة من موسم رمضان، الشباب الذين ينالوا شهرة او اعجاب في اعمالهم الدرامية، يكونوا حاضرين في السينما، لكن هذا يعتبر تجاري، فالعمل السينمائي بشكل عام يجب ان تحظى بإهتمام أكبر، وأغلب المنتجين في لبنان و خارج عينهم على بيع الفيلم للمنصات و ليس على إيرادات الصالة، لأن الصالة حتى في مصر لم تعد تكفي لإنتاج فيلم، وهنا يأتي دور الأسماء التي تحترم نفسها على تقديم عمل ينال إعجابنا يالمضمون وليس فقط في التهريج.”

وتابع فياض:” يوجد بعض الأفلام اللبنانية يتم إنتاجها من بعض المنتجين المميزين الذين يحاولون ان يغامروا خصوصا انه لا يوجد نجوم لبنانيين منتشرين سينمائيًا عربيًا، حتى الأفلام التي تنتج اليوم في لبنان أبطالها يكونوا من المبتدئين الذين يحاولون تقديم فيلم سينمائي، ولا يعتبر فيلم سينمائي يحمل كل المواصفات السينمائية، يعني مواصفات الستينات و السبعينات لم تعد موجودة بالألفية، من عشرين سنة حتى اليوم الأفلام اللبنانية تحقق ارقام محدودة في الصالة ونجاحات كبيرة في المهراجانات، إنما ماذا يستفيد المنتج إن لم يحقق العمل مردود مادي، خصوصا ان الشعب اللبناني قليل، على عكس مصر 120 مليون يحقق الفيلم على الأقل نصف تكاليفه.”

من جانبه، علق الشناوي قائلاً:” لا نريد ان نربط بين الأعمال التلفزيونية التي حققت بعضها نجاح، مثلاً يوجد فيلم لهشام ماجد وهو خارج من مسلسل “أشغال شقة” الذي حقق نجاحًا كبيرًا، ليس بالضرورة ان يكون النجاح التلفزيوني مؤشر على نجاح سينمائي،ثانيًا لا يوجد منتج سينتج فيلم و بذهنه ان فنان معين سيقدم مسلسل رمضاني فيحضر لفيلم بعد نهاية مسلسله، فلسفة الإنتاج ليست بهذه الدقة ولا يمكن ان تكون بهذه الدقة، وانا اتذكر العام الماضي محمد رمضان حقق نجاح خرافي في مسلسل ” جعفر العمدة” لكنه فشل فشل ذريع في فيلم “ع زيرو” فبالتالي لا يمكن الربط بينهما، هذا العام العدد قليل بالنسبة للسينما المصرية، اربعة افلام تغلب عليها الكوميديا و الأكشن دون وجود نجوم شباك متعارف عليهم، لكن يوجد احتمالات علي ربيع مثلا الذي بدء يكون لديه قدر من النجاح، و السوق السعودي الذي يؤثر بقدر كبير على مسار و توجهات السينما في إختيار الأفكار و النجوم لأن اغلب الإرادات التي تحققه الأفلام المصرية يكون من السعودية.”

وعن سبب عدم وجود سوى اربعة افلام، أشاز الشناوي إلى ان ” المسألة ليست تحكم من المنتجين، بعض الأفلام صناعها يفضلون عرضها في عيد الأضحى، مثلا فيلم “ولاد رزق” الفيلم الضخم لطاري العريان سيتم عرضه في العيد الكبير وقوة الفيلم تجعل الأفلام الأخرى تحسب له حساب كبير.”

لمشاهدة الحلقة الثالثة و العشرين كاملة، إضغط على الرابط التالي:

/https://almashhad.com/vod/showdetails/195606303298480-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%AA%D8%A7%D8%BA

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى