كتب جمال فيَاض

نانسي … عند شواطيء الكاريبي!

كتب جمال فياض – پونتا كانا

هذه المرة كنت بين الحاضرين من جمهور نانسي عجرم، في مهرجان تنظمه “بلو مار” في مدينة “پونتا كانا” في جزيرة جمهورية الدومينيكان، هذه المدينة هي جوهرة الكاريبي السياحية، فيها تلتقي كل عام الجاليات اللبنانية والعربية التي تأتي من الأميركيتين للتلاقي في جملة سهرات يحييها نخبة من نجوم الغناء …
السهرة الأولى كان نجومها نانسي عجرم وناصيف زيتون ويعقوب شاهين. غنى يعقوب بأجمل أداء وحضور، كان ينقصه فقط أن تكون له أغانيه الخاصة، ليشعر أنه يملك مسرحه، وليس مستأجراً على أغاني غيره، وعليه أن يكون أكثر نشاطاً في مسيرته الفنية، فهو يستحق نجاحاً ينتظره.
ناصيف زيتون، كان محترفاً جداً، أداءً وحضوراً، وبأغانيه حرّك جمهوره بشطارة وموهبة. بدا واضحاً أن يحقق خطوات متتالية الى الأمام، وهو أصبح اليوم أكثر قرباً من الكبار الذي تربعوا على قمم النجومية، والمسافة بينه وبينهم صارت أقرب وأنضج.
أما نانسي، فتلك حكاية أخرى … نانسي هنا بفستان ساحر طويل، وابتسامة مليئة بالسعادة والحقيقة، لا تمثيل ولا ادعاء، كانت أشبه بعروس البحر الكاريبي الأزرق الجميل. بمنتهى الشياكة والأناقة والجمال، أطلّت على أكثر من ألفي شخص أتوا إليها من أماكن بعيدة وولايات متباعدة، وبقلوب ملء عروقها حب وشوق. هذه الفئة المغتربة من الناس، لا أحد يشعر بما في قلوبها من حنين، إلا من اغترب وجرّب الغربة. نانسي، تعرف مفتاح القلوب، وتعرف كيف تحنو وكيف تُسعد وتُفرح…. وصلة نانسي، كانت مقررة لساعة واحدة فقط، لكنها تخطت الساعة والنصف، فالأغاني كلها محبوبة ومحفوظة. كلهم غنّوا معها، ووزّعت عليهم فرحتها بهم، ومعها مليون قبلة… كلما التقت عينها بعين من الحاضرين، كانت ترسل لها قبلة وابتسامة. وما أسخاها هدية من جميلة لها في كل قلب بيت.
لم تكن نانسي في هذه السهرة مجرّد مطربة نجمة، كانت فراشة حب وأمل، غنت أحلى الغناء ، وأجمل أغانيها، وإذا كانت الهندسة الصوتية بالعادة تستر خطايا المطربين الغنائية، فقد سترت نانسي بحرفيتها أخطاء الهندسة الصوتية، قبل أن تعود الأمور الى وضعها الطبيعي.
سهرة جميلة وممتعة، وقد تكون نانسي ذكّرتنا ونحن لا ننسى، أن رصيدها الغنائي الجميل كبير ، كبير بما يكفي لتحيي لنا سهرة لساعات فلا نكلّ ولا نملّ من الفرحة بها وبأرشيفها الناجح.
شكراً نانسي، على هذه المتعة الغنائية الجميلة …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى